{يَضْرِبُونَ} جملة فعلية في موضع نصب على الحال من {الْمَلائِكَةُ} ولو جعل حالا من {الَّذِينَ كَفَرُوا} لكان جائزا.
{وَذُوقُوا عَذابَ الْحَرِيقِ} أي يقولون: ذوقوا عذاب الحريق، وحذف القول كثير في كلام الله تعالى وكلام العرب.
{ذلِكَ بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ} إنما قال: ذلك، على خطاب الواحد، ولم يقل: ذلكم، على قياس اللغة الأخرى بأن يقال:(ذلكم بما قدمت أيديكم) لأنه أراد به الجمع، فكأنه قال: ذلك أيها الجمع، والجمع بلفظ الواحد، وهما لغتان جيدتان نزل بهما القرآن.
{وَأَنَّ اللهَ..}. إما بالجر عطفا على {بِما} في قوله تعالى: {ذلِكَ بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ} وإما بالنصب على تقدير حذف حرف الجر، وتقديره: وبأن الله، وإما بالرفع بالعطف على {ذلِكَ} أو على تقدير ذلك.
{كَدَأْبِ} الكاف صفة لمصدر محذوف، وتقديره: فعلنا ذلك بهم فعلا مثل عادتنا في آل فرعون.
{ذلِكَ} التعذيب {بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ} عبر بالأيدي دون غيرها؛ لأن أكثر الأفعال تزاول بها {لَيْسَ بِظَلاّمٍ} أي بذي ظلم، فلا يعذب العبيد بغير ذنب. {كَدَأْبِ} كعادة مستمرة، أي عادة هؤلاء كعادة قوم فرعون. {ذلِكَ بِأَنَّ اللهَ} أي تعذيب الكفرة بسبب أن الله {مُغَيِّراً نِعْمَةً} مبدلا لها بالنقمة {حَتّى يُغَيِّرُوا ما بِأَنْفُسِهِمْ} يبدلوا نعمتهم كفرا كتبديل كفار مكة إطعامهم من جوع، وأمنهم من خوف. {وَكُلٌّ كانُوا ظالِمِينَ} وكل من الأمم المكذبة.