{سَيَكْفُرُونَ بِعِبادَتِهِمْ} عبادة: مصدر إما مضاف إلى الفاعل، أي سيكفر المشركون بعبادتهم الأصنام، كقوله تعالى:{وَاللهِ رَبِّنا ما كُنّا مُشْرِكِينَ}[الأنعام ٢٣/ ٦] وإما مضاف إلى المفعول، أي ستكفر الأصنام بعبادة المشركين.
{وَفْداً}{وِرْداً}: جناس غير تام، لتغير الحرف الثاني.
المفردات اللغوية:
{وَاتَّخَذُوا} أي كفار مكة {مِنْ دُونِ اللهِ} الأوثان {آلِهَةً} يعبدونهم {عِزًّا} منعة وقوة، أي ليتعززوا بهم حيث يجعلونهم شفعاء عند الله بألا يعذبوا {كَلاّ} ردع وإنكار لتعززهم بالأصنام {سَيَكْفُرُونَ بِعِبادَتِهِمْ} سيجحد الآلهة عبادتهم، ويقولون: ما عبدتمونا، أي ينفون عبادتهم، كما في آية أخرى:{ما كانُوا إِيّانا يَعْبُدُونَ}[القصص ٦٣/ ٢٨]{إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا}[البقرة ١٦٦/ ٢]. {ضِدًّا} أعداء وأعوانا عليهم.
{أَلَمْ تَرَ أَنّا أَرْسَلْنَا الشَّياطِينَ عَلَى الْكافِرِينَ} سلطانهم عليهم، أو قيضنا لهم قرناء {تَؤُزُّهُمْ} تهيجهم إلى المعاصي وتغريهم بالتسويلات وتحبيب الشهوات. والأزّ والهز والاستفزاز:
شدة الإزعاج والإغراء على المعاصي. والمراد: تعجيب رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم من أقاويل الكفر وتماديهم في الغي، وتصميمهم على الكفر بعد وضوح الحق، على ما نطقت به الآيات المتقدمة.
{فَلا تَعْجَلْ عَلَيْهِمْ} لا تطلب العجلة بهلاكهم أو تعذيبهم {إِنَّما نَعُدُّ لَهُمْ عَدًّا} أيام آجالهم عدا. والمعنى: لا تعجل بهلاكهم فإنه لم يبق لهم إلا أيام محصورة وأنفاس معدودة. {نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ}