{لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ.}. لا بد من تقدير فعل قبله، فإن من قال ابتداء: لتكرمني، لا يصح ما لم يقل قبله: جئتك أو نحوه، والتقدير هنا إما: إنا فتحنا ليدخل، كما في قوله: ليغفر لك الله، وإما: أنزل السكينة ليدخل، أو أمر بالجهاد، ونحو ذلك.
{عِنْدَ اللهِ فَوْزاً}{عِنْدَ} حال من الفوز.
البلاغة:
{يُكَفِّرَ}{وَيُعَذِّبَ} بينهما طباق.
{لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ}{وَيُعَذِّبَ الْمُنافِقِينَ وَالْمُنافِقاتِ} بينهما ما يسمى بالمقابلة.
المفردات اللغوية:
{أَنْزَلَ} خلق وأوجد {السَّكِينَةَ} الثبات والطمأنينة مأخوذ؟؟ من السكون {فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ} أوجد السكينة في القلوب في مواضع القلق والاضطراب {لِيَزْدادُوا إِيماناً مَعَ إِيمانِهِمْ} يقينا مع يقينهم، أو ليزدادوا إيمانا بالشرائع، ومنها الدين، مع إيمانهم بالله واليوم الآخر {وَلِلّهِ جُنُودُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ} يدبر أمرها، فيسلط بعضها على بعض تارة، ويسالم فيما بينها تارة أخرى، كما تقتضي حكمته، وجنود السموات والأرض: الأسباب السماوية والأرضية {وَكانَ اللهُ عَلِيماً حَكِيماً} عليما بالمصالح، حكيما فيما يقدّر ويدبر، والمعنى: أنه ما يزال متصفا بذلك.
{وَيُكَفِّرَ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ} يغطيها ولا يظهرها {وَكانَ ذلِكَ} أي التكفير للسيئات وإدخال الجنات {عِنْدَ اللهِ فَوْزاً عَظِيماً} أي أن دخول الجنات فوز عظيم عند الله {السَّوْءِ} بفتح السين وضمها، وهو المساءة، وظن السوء: اي ظن الأمر السوء، وهو الا ينصر الله تعالى رسوله صلّى الله عليه وسلّم والمؤمنين {عَلَيْهِمْ دائِرَةُ السَّوْءِ} دائرة ما يظنونه وينتظرونه بالمؤمنين، فلا يتخطاهم، وهو العذاب والهزيمة والشر. والدائرة في الأصل: الخط الدائري المحيط بالمركز، ثم استعملت في الحادثة المحيطة بالإنسان، كإحاطة الدائرة بالمركز، وكثر استعمالها في السوء والمكروه {وَغَضِبَ اللهُ} سخط {وَلَعَنَهُمْ} أبعدهم وطردهم من رحمته طردا نزلوا به إلى أعماق جهنم {وَساءَتْ مَصِيراً} مرجعا.
{عَزِيزاً} قويا في ملكه يغلب ولا يغلب {حَكِيماً} في صنعه. والمراد: أنه لم يزل متصفا بالعزة والحكمة.