والاستفهام. ولم يحذفوا الألف من «ما» في الخبر إلا في موضع واحد وهو: ادع بم شئت، أي بالذي شئت.
{إِلاَّ الْمُسْتَضْعَفِينَ} مستثنى منصوب من قوله تعالى: {الَّذِينَ تَوَفّاهُمُ} وهو استثناء من موجب، فلهذا وجب فيه النصب.
البلاغة:
{قالُوا: فِيمَ كُنْتُمْ} و {أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللهِ واسِعَةً}: استفهام يراد به التوبيخ والتقريع.
ويوجد جناس مغاير في {يَعْفُوَ} ... {عَفُوًّا} وفي {يُهاجِرْ} ... {مُهاجِراً}.
{تَوَفّاهُمُ الْمَلائِكَةُ} فيه إطلاق الجمع على الواحد؛ لأن المراد به ملك الموت، وذلك بقصد تفخيم شأنه.
المفردات اللغوية:
{تَوَفّاهُمُ الْمَلائِكَةُ} أي قبضت أرواحهم حين الموت {ظالِمِي أَنْفُسِهِمْ} بالمقام مع الكفار وترك الهجرة {قالُوا} لهم موبخين: {فِيمَ كُنْتُمْ} أي في أي شيء كنتم في أمر دينكم؟ {مُسْتَضْعَفِينَ} عاجزين عن إقامة الدين {مَأْواهُمْ جَهَنَّمُ} مسكنهم {حِيلَةً} لا قوة لهم على الهجرة ولا نفقة {وَلا يَهْتَدُونَ سَبِيلاً} طريقا إلى أرض الهجرة {مُراغَماً} مهاجرا أي مكانا للهجرة ومأوى يجد فيه الخير، فيرغم بذلك أنوف من أذلوه {وَقَعَ} ثبت ووجب.
سبب النزول:
نزول الآية (٩٧):
{إِنَّ الَّذِينَ تَوَفّاهُمُ}: روى البخاري عن ابن عباس أن أناسا من المسلمين كانوا مع المشركين يكثرون سواد المشركين على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فيأتي السهم يرمى به، فيصيب أحدهم فيقتله، أو يضرب فيقتل، فأنزل الله:{إِنَّ الَّذِينَ تَوَفّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظالِمِي أَنْفُسِهِمْ}.
وأخرج ابن المنذر وابن جرير عن ابن عباس قال: كان قوم من أهل المدينة