للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإعراب:

{وَمَنْ تابَ مَعَكَ} مرفوع بالعطف على ضمير {فَاسْتَقِمْ} وجاز العطف على الضمير المرفوع؛ لأن الفصل بالظرف، وهو قوله تعالى: {كَما أُمِرْتَ} ينزّل منزلة التأكيد، فجاز العطف. ويجوز أن يكون {وَمَنْ تابَ} في موضع نصب؛ لأنه مفعول معه.

{وَما لَكُمْ مِنْ دُونِ اللهِ} الواو للحال.

المفردات اللغوية:

{فَاسْتَقِمْ} على العمل بأمر ربّك والدّعاء إليه، والاستقامة شاملة للاستقامة في العقائد والأعمال، من تبليغ الوحي وبيان الشرائع كما أنزلت، والقيام بوظائف العبادات من غير إفراط‍ ولا تفريط‍. والاستقامة في غاية العسر، لذا

قال عليه الصّلاة والسّلام: «شيبتني سورة هود».

{وَمَنْ تابَ مَعَكَ} أي وليستقم من تاب معك، بأن تاب من الشرك والكفر وآمن معك.

{وَلا تَطْغَوْا} لا تجاوزوا حدود الله، والطغيان: مجاوزة الحدّ بالإفراط‍ أو التفريط‍. {إِنَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} فهو مجازيكم عليه، وهو في معنى التّعليل للأمر والنّهي.

{وَلا تَرْكَنُوا} لا تميلوا إليهم أدنى ميل، والرّكون: الميل اليسير. {إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا} لا تميلوا إلى الظالمين بمودة أو مداهنة أو رضى بأعمالهم. {فَتَمَسَّكُمُ النّارُ} فتصيبكم النّار كونكم إليهم. {وَما لَكُمْ مِنْ دُونِ اللهِ} أي غيره. {مِنْ أَوْلِياءَ} {مِنْ}: زائدة، و {أَوْلِياءَ} مناصرون يحفظونكم منه، أو أنصار يمنعون العذاب عنكم. {ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ} تمنعون من عذابه، ولا ينصركم الله إذ سبق في حكمه أن يعذبكم ولا يبقي عليكم. و {ثُمَّ}: لاستبعاد نصره إياهم بعد أن أوعدهم بالعذاب على فعلهم، وأوجبه.

المناسبة:

لما بيّن الله تعالى أمر المختلفين في التّوحيد والنبّوة، وأطنب في بيان وعدهم ووعيدهم، أمر رسوله صلى الله عليه وسلّم بالاستقامة مثلما أمر بها غيره، وهي كلمة شاملة لكلّ ما ينعق بالعقيدة والعلم والعمل والأخلاق.

التفسير والبيان:

فالزم يا محمد ومن آمن معك طريق الاستقامة في الاعتقاد والأعمال

<<  <  ج: ص:  >  >>