{أَرَأَيْتَ} بالهمزة على الأصل، وهو في الأظهر عند ابن الأنباري من رؤية العين، لا من رؤية القلب، فيتعدى إلى مفعول واحد، وليس في الآية إلا مفعول واحد. وقرئ أرأيت بتخفيف الهمزة، بجعلها بين الهمزة والألف؛ لأن حركتها الفتح. وقرئ رأيت بحذف الهمزة الأولى للتخفيف، كما حذف في المضارع، نحو «يرى». وقال أبو حيان: الظاهر أن {أَرَأَيْتَ} هنا هي التي بمعنى أخبرني، فتتعدى لاثنين، أحدهما {الَّذِي} والآخر محذوف تقديره: أليس مستحقا عذاب الله؟ أو: من هو؟ {فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ، الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ ساهُونَ}{فَوَيْلٌ} مبتدأ: و {لِلْمُصَلِّينَ} خبره. و {الَّذِينَ} صفة الخبر، و {هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ ساهُونَ} صلته. ولم تحصل الفائدة بالخبر، بل بما وقع صلة الصفة، وهو قوله {ساهُونَ} وهذا يسمى الخبر الموطئ: وهو أن معتمد الفائدة إنما كان بصفة الخبر، لا بالخبر. مثل قوله تعالى:{بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ، تَجْهَلُونَ}[النمل ٥٥/ ٢٧] فإن قوله: {أَنْتُمْ} مبتدأ، و {قَوْمٌ} خبره، ومعتمد الفائدة على صفة الخبر، لا عليه، لأن قوله:
{بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ} لم تحصل به الفائدة، للعلم بأنهم قوم، وإنما حصلت الفائدة بقوله:{تَجْهَلُونَ}.
البلاغة:
{أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ} استفهام يراد به تشويق السامع إلى الخبر والتعجيب منه.
{فَذلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ} إيجاز بالحذف، حذف منه الشرط، أي إن أردت أن تعرفه فذلك الذي يدعّ اليتيم.