{إِنْ تُصِبْكَ حَسَنَةٌ} أي إن تصبك في بعض الغزوات حسنة كنصر وغنيمة {وَإِنْ تُصِبْكَ مُصِيبَةٌ} نكبة وشدة {يَقُولُوا: قَدْ أَخَذْنا أَمْرَنا مِنْ قَبْلُ} أي لقد احتطنا بالحزم حين تخلفنا من قبل هذه المصيبة {فَرِحُونَ} بما أصابك {ما كَتَبَ اللهُ لَنا} إصابته {هُوَ مَوْلانا} ناصرنا ومتولي أمورنا {هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنا} أي تنتظرون أن يقع، والأصل: تتربصون، فحذفت إحدى التاءين. {إِلاّ إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ} إلا إحدى العاقبتين: النصر أو الشهادة، وهي تثنية حسنة تأنيث أحسن {نَتَرَبَّصُ} ننتظر {بِعَذابٍ مِنْ عِنْدِهِ} بقارعة من السماء {أَوْ بِأَيْدِينا} بأن يؤذن لنا في القتال {مُتَرَبِّصُونَ} عاقبتكم.
سبب النزول:
نزول الآية (٤٩):
{وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: اِئْذَنْ لِي}:
أخرج الطبراني وأبو نعيم وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لما أراد النبي صلّى الله عليه وآله وسلم أن يخرج إلى غزوة تبوك قال للجدّ بن قيس: يا جدّ بن قيس، ما تقول في مجاهدة بني الأصفر؟ فقال:
يا رسول الله، إني امرؤ صاحب نساء، ومتى أرى نساء بني الأصفر أفتتن، فأذن لي، ولا تفتني، فأنزل الله:{وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: اِئْذَنْ لِي وَلا تَفْتِنِّي} أي لا تفتني بصباحة وجوههن.
وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن جابر بن عبد الله مثله، وعبارته قال للجدّ بن قيس: يا جدّ بن قيس، ما تقول في مجاهدة بني الأصفر؟ فقال:
الأصفر؟ قال جدّ، وكان من شيوخ المنافقين: أتأذن لي يا رسول الله، فإني رجل أحبّ النساء، وإني أخشى إن أنا رأيت نساء بني الأصفر أن أفتتن، فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم، وهو معرض عنه: قد أذنت لك، فنزلت الآية.
ولما نزلت قال النبي صلّى الله عليه وآله وسلم لبني سلمة-وكان الجد بن قيس منهم- «من سيدكم يا بني سلمة؟» قالوا: جدّ بن قيس، غير أنه بخيل جبان. فقال النبي