{حَلالاً طَيِّباً} الحلال: هو ما أباحه الشرع، والحرام: ما حرمه الشرع و {طَيِّباً} صفة مؤكدة، أي مستلذا {خُطُواتِ} جمع خطوة أي طرق الشيطان أي تزيينه والسير على طريقته {عَدُوٌّ مُبِينٌ} بيّن العداوة لذوي البصائر {يَأْمُرُكُمْ} أي يوسوس لكم ويتسلط عليكم كأنه آمر مطاع {بِالسُّوءِ}: ما يسوء وقوعه أو عاقبته أي السيء القبيح {وَالْفَحْشاءِ} كل ما يقبح شرعا أو في أعين الناس من المعاصي: وهي ما تجاوز الحد في القبح، مما ينكره العقل ويستقبحه الشرع، فهي أقبح وأشد من كلمة {بِالسُّوءِ}. {وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللهِ ما لا تَعْلَمُونَ} من تحريم ما لم يحرم وغيره.
عرفه بدليله وفهمه بأسبابه ونتائجه {وَمَثَلُ} صفة {يَنْعِقُ} يصيح أو يصوت {بِما لا يَسْمَعُ إِلاّ دُعاءً وَنِداءً} أي صوتا ولا يفهم معناه، أي هم في سماع الموعظة وعدم تدبرها كالبهائم، تسمع صوت راعيها ولا تفهمه، فهم لا يعقلون الموعظة. والنداء للبعيد، والدعاء للقريب.
سبب نزول الآية (١٦٨):
قال الكلبي: نزلت في ثقيف وخزاعة وعامر بن صعصعة، حرموا على أنفسهم أشياء من الحرث والأنعام، وحرموا البحيرة والسائبة والوصيلة والحامي.
المناسبة:
بعد بيان أن أوضاع الشرك خبيثة المنافع، أمر الله بالطيب النافع، ولما أباح الله تعالى لعباده أكل ما في الأرض من الحلال الطيب، وكانت وجوه الحلال كثيرة، بيّن لهم ما حرم عليهم.
التفسير والبيان:
بعد أن ذكر الله تعالى حال متخذي الأنداد وما يرونه من العذاب، وانقطاع الأسباب والصلاة بين التابعين والمتبوعين، وهي المنافع التي يجنيها الرؤساء من المرءوسين، أوضح أن تلك الصلات محرمة، لأنها أكل الخبائث، واتباع خطوات الشيطان، وأن سبب الضلال هو الثقة بما كان عليه الآباء من غير عقل ولا برهان.