الثالث-أن يكون وصفا لقوله:{حَقًّا}، وتقديره: أولئك هم المؤمنون حقا كما أخرجك.
وذكر الزمخشري وجها آخر وهو أن يرتفع محل الكاف على أنه خبر لمبتدأ محذوف تقديره:
هذا الحال كحال إخراجك، يعنى أن حالهم في كراهة ما رأيت من تنفيل الغزاة مثل حالهم في كراهتهم خروجك للحرب. {وَإِنَّ فَرِيقاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكارِهُونَ} الجملة حال من كاف:
{أَخْرَجَكَ}.
{وَإِذْ يَعِدُكُمُ} إذ: متعلق ومنصوب بفعل مقدر، تقديره: واذكر يا محمد إذ يعدكم الله إحدى الطائفتين أنها لكم. و {إِحْدَى الطّائِفَتَيْنِ}: مفعول ثان ليعد، والمفعول الأول كاف {يَعِدُكُمُ}. و {أَنَّها لَكُمْ}: بدل من قوله: {إِحْدَى}، وهو بدل اشتمال، تقديره:{وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللهُ} أن ملك إحدى الطائفتين لكم، ولا بد من تقدير حذف المضاف؛ لأن الوعد إنما يقع على الأحداث لا على الأعيان. {لِيُحِقَّ الْحَقَّ} متعلق بمحذوف تقديره: يفعل ما فعل.
{وَيَقْطَعَ دابِرَ الْكافِرِينَ} كناية عن استئصالهم بالهلاك.
المفردات اللغوية:
{يُجادِلُونَكَ فِي الْحَقِّ} القتال. {بَعْدَ ما تَبَيَّنَ} ظهر لهم. {وَهُمْ يَنْظُرُونَ} إليه عيانا في كراهتهم له. {إِحْدَى الطّائِفَتَيْنِ} العير الآتية من الشام أو النفير التي جاءت من مكة للنجدة.
{وَتَوَدُّونَ} تريدون. {الشَّوْكَةِ} البأس والسلاح الذي فيه الحدة والقوة، و {غَيْرَ ذاتِ الشَّوْكَةِ} هي العير. {تَكُونُ لَكُمْ} لقلة عددها وعددها بخلاف النفير. {يُحِقَّ الْحَقَّ} يظهره.
{بِكَلِماتِهِ} السابقة، بظهور الإسلام. {وَيَقْطَعَ دابِرَ الْكافِرِينَ} يستأصل آخرهم الذي يأتي من ورائهم، لذا أمرهم بقتال النفير. و {لِيُحِقَّ الْحَقَّ} يعز الإسلام لأنه الحق. {وَيُبْطِلَ الْباطِلَ} يمحق الكفر والشرك ويزيله. {وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ} المشركون ذلك.