للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{وَأَجَلٌ} معطوف بالرفع على {كَلِمَةٌ} أي: ولولا كلمة سبقت من ربك وأجل مسمى، لكان العذاب لزاما، أي لازما لهم، ففصل بين المعطوف والمعطوف عليه بجواب لولا: وهو كان واسمها وخبرها.

{وَأَطْرافَ النَّهارِ} معطوف على محل {مِنْ آناءِ}.

{زَهْرَةَ الْحَياةِ الدُّنْيا} منصوب لثلاثة أوجه: الأول-بتقدير فعل دل عليه {مَتَّعْنا} الذي هو بمنزلة جعلنا فكأنه قال: وجعلنا لهم زهرة الحياة الدنيا. والثاني-النصب على الحال، وحذف التنوين لالتقاء الساكنين، مثل {قُلْ: هُوَ اللهُ أَحَدٌ اللهُ الصَّمَدُ} [الإخلاص ١/ ١١٢ - ٢] و {الْحَياةِ} بدل من {ما} في قوله {إِلى ما مَتَّعْنا بِهِ} أي: ولا تمدن عينيك إلى الحياة الدنيا زهرة، أي في حال زهرتها. والثالث-النصب على البدل من هاء {بِهِ} على الموضع، كما يقال: مررت به أباك.

البلاغة:

{زَهْرَةَ الْحَياةِ الدُّنْيا} تشبيه تمثيلي، شبه متاع الحياة الدنيا ونعيمها بالزهر الجميل الذي يذبل وييبس.

المفردات اللغوية:

{أَفَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ} أي أفلم يتبين لهم-لكفار مكة-العبر. {كَمْ أَهْلَكْنا} أي كثيرا إهلاكنا. {الْقُرُونِ} الأمم الماضية، لتكذيب الرسل. {يَمْشُونَ فِي مَساكِنِهِمْ} يسيرون فيها، ويشاهدون آثار إهلاكهم أثناء سفرهم إلى الشام وغيرها، فيعتبروا {لَآياتٍ} لعبرا. {لِأُولِي النُّهى} لذوي العقول.

{وَلَوْلا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ} أي هي العدة بتأخير عذاب هذه الأمة إلى الآخرة.

{لَكانَ لِزاماً} لكان الإهلاك لازما لهم في الدنيا، لا يتأخر عنهم. {وَأَجَلٌ مُسَمًّى} معطوف على {كَلِمَةٌ} أي ولولا الوعد بتأخير العذاب وأجل مسمى لأعمارهم أو لعذابهم، وهو يوم القيامة، أو يوم القتل في المعركة في الدنيا كبدر، لكان العذاب لازما. ويجوز عطف {وَأَجَلٌ} على ضمير {لَكانَ} المستتر، أي لكان الأخذ العاجل والأجل المسمى لازمين لهم.

{وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ} اشتغل بتنزيه الله وتعظيمه مقترنا بحمده، أو: صلّ وأنت حامد لربك على هدايته وتوفيقه. {قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ} صلاة الصبح. {وَقَبْلَ غُرُوبِها} صلاة الظهر والعصر أو العصر وحده. {وَمِنْ آناءِ اللَّيْلِ} ساعاته، جمع إنى وإنو. {فَسَبِّحْ} صل المغرب والعشاء. {وَأَطْرافَ النَّهارِ} أي صل الظهر؛ لأن وقتها يدخل بزوال الشمس، فهو طرف

<<  <  ج: ص:  >  >>