{فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسانُ إِلى طَعامِهِ، أَنّا صَبَبْنَا الْماءَ صَبًّا}{أَنّا} إما بدل من {طَعامِهِ} بدل اشتمال؛ لأن هذه الأشياء تشتمل على الطعام، وإما على تقدير اللام، أي لأنا صببنا. وتقرأ بالكسر {أَنّا} على الابتداء والاستئناف.
المفردات اللغوية:
{فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسانُ} نظر تأمل واعتبار. {إِلى طَعامِهِ} كيف أوجد وقدر ودبر له والظاهر أن الطعام هو المطعوم. {أَنّا صَبَبْنَا الْماءَ صَبًّا} أي أنزلناه بسخاء وكثرة من السحاب، وهو بيان لكيفية إحداث الطعام. {ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا} أي شققناه بالنبات، وإسناد الصب والشق إلى الله نفسه إسناد الفعل إلى السبب. {فَأَنْبَتْنا فِيها حَبًّا} كالحنطة والشعير. {وَقَضْباً} هو القت الرطب أو البرسيم، سمي قضبا لأنه يقضب، أي يقطع مرة بعد أخرى. {وَحَدائِقَ غُلْباً} بساتين ضخاما عظاما، كثيرة الأشجار، جمع غلباء، وصف به الحدائق لتكاثفها وكثرة أشجارها. {وَأَبًّا} الأب: العشب أو ما ترعاه البهائم، سمي أبّا؛ لأنه يؤبّ، أي يؤم وينتجع.
{مَتاعاً لَكُمْ وَلِأَنْعامِكُمْ} متعة أو تمتيعا، أي أنبتناه لكم لتتمتعوا وتنتفع أنعامكم، فبعض الأنواع المذكورة طعام وبعضها علف.
المناسبة:
بعد بيان الدلائل على قدرة الله تعالى وتعداد نعمه في الأنفس البشرية أو الذوات، ذكر الله دلائل الآفاق، وعدّد النعم التي يحتاج إليها الإنسان لقوام حياته.