للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإعراب:

{يَوْمَ تَرَوْنَها} {يَوْمَ} منصوب بتذهل. {عَمّا أَرْضَعَتْ} ما: موصولة أو مصدرية.

{أَنَّهُ مَنْ تَوَلاّهُ} في موضع رفع على أنه نائب فاعل، وهاء {أَنَّهُ} ضمير الشأن.

والحديث. و {مَنْ}: إما بمعنى الذي، و {تَوَلاّهُ}: صلته، وهو وصلته مبتدأ، وقوله:

{فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ} خبره، ودخلت الفاء؛ لأن الموصول يتضمن معنى الشرط‍ والجزاء. ومن وصلته وخبره: خبر «أن» الأولى. وإما أن تكون {مَنْ} شرطية، و {تَوَلاّهُ}: مجزوم بها، وجواب الشرط‍: {فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ}. ومن الشرطية وجوابها خبر «أن» الأولى. وأما فتح «أن» الثانية فهو على أن يكون خبر مبتدأ محذوف، تقديره: فشأنه أنه يضله، أي فشأنه الإضلال.

البلاغة:

{وَتَرَى النّاسَ سُكارى} تشبيه بليغ، حذف فيه أداة التشبيه والشبه، أي كالسكارى من شدة الهول.

{شَيْطانٍ مَرِيدٍ} استعارة، استعار لفظ‍ الشيطان لكل طاغية عات متمرد على الله.

{يُضِلُّهُ} و {يَهْدِيهِ} بينهما طباق.

{وَيَهْدِيهِ إِلى عَذابِ السَّعِيرِ} أسلوب تهكم.

المفردات اللغوية:

{يا أَيُّهَا النّاسُ} أي يا أهل مكة وغيركم. {اِتَّقُوا رَبَّكُمْ} احذروا عقابه، بأن تطيعوه.

{زَلْزَلَةَ السّاعَةِ} تحريكها للأشياء، على الإسناد المجازي، والزلزلة: الحركة الشديدة للأرض، وقيل: تكون هذه الزلزلة حقيقة، ثم يكون بعدها طلوع الشمس من مغربها، وإضافتها إلى الساعة؛ لأنها من أشراطها. {شَيْءٌ عَظِيمٌ} هائل، مزعج للناس، وهو نوع من العقاب. وقد علل أمر الناس بالتقوى بفظاعة الساعة، ليتصوروها بعقولهم، ويعلموا أن الأمان منها بالتدرع بلباس التقوى.

{يَوْمَ تَرَوْنَها} الضمير للزلزلة. {تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمّا أَرْضَعَتْ} أي تذهل كل مرضعة (وهي الأنثى حال الإرضاع) عن رضيعها وتنساه، أي تذهلها الزلزلة، والذهول: الذهاب عن الأمر بدهشة بسبب ما يطرأ من هم أو وجع أو غيره، والمقصود تصوير هولها والدلالة على ترك التعلق بأحب الأشياء. {حَمْلَها} جنينها. {سُكارى} كأنهم سكارى من شدة الخوف. {وَما هُمْ بِسُكارى} على الحقيقة. {وَلكِنَّ عَذابَ اللهِ شَدِيدٌ} أي يرهقهم هوله ويذهب عقولهم وتمييزهم، فهم يخافونه.

<<  <  ج: ص:  >  >>