{لِيَجْزِيَ قَوْماً} أي ليجزي الله، وهو فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد لام التعليل، و {قَوْماً}: مفعول به. وقرئ:«ليجزين» بفتح الياء وكسر الزاي، و «ليجزي» بضم الياء وفتح الزاي، و «لتجزي» بفتح التاء، ومن قرأ «ليجزي» بالبناء للمجهول، نصب قوما على تقدير: ليجزي الجزاء قوما، وهذا جائز على مذهب الأخفش والكوفيين، وغير جائز على مذهب البصريين، لأن المصدر لا يجوز إقامته مقام الفاعل مع مفعول صحيح. وقرئ:«لنجزي» بالنون على التعظيم.
البلاغة:
{سَخَّرَ لَكُمُ الْبَحْرَ}{وَسَخَّرَ لَكُمْ ما فِي السَّماواتِ.}. إطناب لإظهار الامتنان.
{مَنْ عَمِلَ صالِحاً فَلِنَفْسِهِ، وَمَنْ أَساءَ فَعَلَيْها} بينهما طباق.
المفردات اللغوية:
{سَخَّرَ} هيأ وذلل {الْفُلْكُ} السفن {بِأَمْرِهِ} بإذنه {وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ} لتطلبوا بالتجارة والغوص والصيد وغيرها {وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} هذه النعم {وَسَخَّرَ لَكُمْ ما فِي السَّماواتِ} من شمس وقمر ونجوم وماء وغيره {وَما فِي الْأَرْضِ} من دابة وشجر ونبات وأنهار وغيرها، والمراد:
خلق ذلك لمنافعكم {جَمِيعاً} تأكيد {مِنْهُ} حال، أي سخرها كائنة منه تعالى {يَتَفَكَّرُونَ} في صنائعه.
{يَغْفِرُوا} يعفوا ويصفحوا، وقد حذف المقول لدلالة الجواب عليه، والمعنى: قل لهم:
اغفروا للكفار أذاهم لكم يغفروا {لِلَّذِينَ لا يَرْجُونَ أَيّامَ اللهِ} لا يخافون وقائعه بأعدائه، يقال:
أيام العرب، أي وقائعهم {لِيَجْزِيَ} أي الله {قَوْماً} هم المؤمنون {بِما كانُوا يَكْسِبُونَ} من المغفرة للكفار أذاهم، أو الإساءة.
{مَنْ عَمِلَ صالِحاً فَلِنَفْسِهِ، وَمَنْ أَساءَ فَعَلَيْها} أي لها ثواب العمل، وعليها عقابه، والمراد: