{لَعَلَّ السّاعَةَ قَرِيبٌ} ذكّر {قَرِيبٌ} من أربعة وجوه: ذكّره على النّسب، أي ذات قرب، مثل {إِنَّ رَحْمَتَ اللهِ قَرِيبٌ}[الأعراف ٥٦/ ٧] أي ذات قرب، أو لأن التقدير: لعل وقت الساعة قريب، أو حملا على المعنى، لأن الساعة بمعنى البعث، أو للفرق بينه وبين قرابة النسب. وقال الكسائي:{قَرِيبٌ} نعت ينعت به المذكر والمؤنث والجمع بمعنى ولفظ واحد.
و {لَعَلَّ} علق فعل {يُدْرِيكَ} عن العمل، وسدّ ما بعده مسدّ المفعولين.
البلاغة:
{يَسْتَعْجِلُ بِهَا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِها، وَالَّذِينَ آمَنُوا مُشْفِقُونَ مِنْها} بينهما طباق السلب.
المفردات اللغوية:
{فَلِذلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ} اللام في موضع إلى، أي فلذلك الائتلاف والاتّفاق على الملّة الحنيفية ادع الناس يا محمد، واستقم عليه وداوم واثبت. {وَلا تَتَّبِعْ أَهْواءَهُمْ} في تركه.
{آمَنْتُ} صدقت. {لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ} في الحكم والقضاء دون حيف ولا ميل لجانب: {اللهُ رَبُّنا وَرَبُّكُمْ، لَنا أَعْمالُنا وَلَكُمْ أَعْمالُكُمْ} فيجازي كلاّ بعمله. {لا حُجَّةَ} لا احتجاج ولا خصومة، إذ الحق قد ظهر. {اللهُ يَجْمَعُ بَيْنَنا} يوم القيامة لفصل القضاء. {وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ} المرجع.
{يُحَاجُّونَ فِي اللهِ} يخاصمون في دينه. {اُسْتُجِيبَ لَهُ} استجاب الناس لدينه، ودخلوا فيه لظهور حجته ومعجزاته. {داحِضَةٌ} زائفة باطلة. {وَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ} بمعاندتهم. {وَلَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ} على كفرهم.
{اللهُ الَّذِي أَنْزَلَ الْكِتابَ} القرآن أو جنس الكتاب. {وَالْمِيزانَ} العدل والمساواة بين الناس. {وَما يُدْرِيكَ} يعلمك. {لَعَلَّ السّاعَةَ قَرِيبٌ} لعل إتيانها قريب. {يَسْتَعْجِلُ بِهَا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِها} يتساءلون استهزاء: متى تأتي؟ وظنّا منهم أنها غير آتية. {مُشْفِقُونَ مِنْها} خائفون منها مع العناية والاهتمام، والفعل (أشفق) إذا عدّي بمن كما هنا فالخوف أظهر، وإذا عدّي