سميت التغابن تذكيرا بيوم القيامة الذي يظهر فيه غبن الكافر وخسارته بتركه الإيمان، وهو المذكور في قوله تعالى:{يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ، ذلِكَ يَوْمُ التَّغابُنِ}(٩).
مناسبتها لما قبلها:
تتضح مناسبة هذه السورة لما قبلها من وجوه ثلاثة:
١ - في السورة السابقة ذكر الله أوصاف المنافقين، وحذر المؤمنين من أخلاق المنافقين، وهنا حذر تعالى من صفات الكافرين:{أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ.}. وقسم الناس في الجملة قسمين: مؤمن وكافر، وبشر المؤمن بالجنة، وهدد الكافر بالنار.
٢ - نهى الله تعالى في السورة المتقدمة عن الاشتغال بالأموال والأولاد عن ذكر الله:{لا تُلْهِكُمْ أَمْوالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللهِ} وفي هذه السورة ذكر أن الأموال والأولاد فتنة: {إِنَّما أَمْوالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ} وهذا كالتعليل لما سبق.
٣ - أمر الله في آخر سورة (المنافقون) السالفة بالإنفاق في سبيل الله:
{وَأَنْفِقُوا مِنْ ما رَزَقْناكُمْ.}. كذلك أمر بالإنفاق في أواخر هذه السورة: