{رُبَما} قرئ بالتخفيف والتشديد، فالتشديد على الأصل، والتخفيف لكثرة الاستعمال.
و {رُبَما} فيها كافة عن العمل، وخرجت بها عن مذهب الحرف؛ لأن «رب» حرف جر، وحرف الجر يلزم للأسماء، فلما دخلت {رُبَما} عليها، جاز أن يقع بعدها الفعل، وصارت بمنزلة «طالما وقلّما». ولا يدخل بعد {رُبَما} إلا الماضي، وإنما جاء هاهنا المضارع بعدها، على سبيل الحكاية، ولما كان إخبار الحق تعالى متحققا، لا شك في وجوده لتحققه، نزّل المستقبل منزلة الماضي الذي وقع ووجد.
و {رُبَما} معناها التقليل كرب، وقد يراد بها الكثرة، على خلاف الأصل.
{لَوْ كانُوا مُسْلِمِينَ} مفعول في موضع نصب، لأنه مفعول {يَوَدُّ}.
{يَأْكُلُوا} جواب الأمر أو الطلب.
{وَلَها كِتابٌ}{كِتابٌ} مبتدا مرفوع {وَلَها} خبره، والجملة: في موضع جرّ؛ لأنها صفة. {قَرْيَةٍ} ويجوز حذف واو {وَلَها} نحويا لمكان الضمير، والأصل ألا تدخلها الواو مثل {إِلاّ لَها مُنْذِرُونَ}[الشعراء ٢٠٨/ ٢٦] ولكن لما شابهت صورتها صورة الحال، أدخلت عليها، تأكيدا للصوقها بالموصوف.
البلاغة:
{وَما أَهْلَكْنا مِنْ قَرْيَةٍ} المراد أهلها، من قبيل إطلاق المحل وإرادة الحالّ.