للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويشترطون لهم على الارتداد أن يكافئوهم {إِنَّما عِنْدَ اللهِ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ} أي إن ما عند الله من النصر والغنيمة في الدنيا، والثواب في الآخرة هو خير لكم مما يعدونكم من عطاء في الدنيا {إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ} إن كنتم من أهل العلم والتمييز، وتعلمون ذلك، فلا تنقضوا. والخلاصة: إن هذه الآية تحذير من نقض أيمان مخصوصة، وهي نقض عهد رسول الله على الإيمان به، واتباع شرائعه، طمعا في خيرات الدنيا ومغرياتها.

{ما عِنْدَكُمْ} من أعراض الدنيا وأمتعتها {يَنْفَدُ} يفنى أو ينقضي {وَما عِنْدَ اللهِ} من خزائن رحمته {باقٍ} دائم لا ينفد {وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا} على الوفاء بالعهود وأذى الكفار ومشاق التكاليف {أَجْرَهُمْ} ثوابهم {بِأَحْسَنِ ما كانُوا يَعْمَلُونَ} أي بجزاء أحسن من أعمالهم، وقال السيوطي: أحسن بمعنى حسن هنا.

سبب النزول:

نزول الآية (٩١):

{وَأَوْفُوا}: أخرج ابن جرير عن بريدة قال: نزلت هذه الآية في بيعة النبي صلّى الله عليه وسلّم. وأخرج ابن جرير عن مزيدة بن جابر أن الآية نزلت في بيعة النبي صلّى الله عليه وسلّم، كان من أسلم يبايع على الإسلام، فقال تعالى: {وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللهِ.}.

الآية، فلا تحملنكم قلة محمد وأصحابه، وكثرة المشركين أن تنقضوا البيعة التي بايعتم على الإسلام، وإن كان في المسلمين قلة، وفي المشركين كثرة.

نزول الآية (٩٢):

{وَلا تَكُونُوا}: أخرج ابن أبي حاتم عن أبي بكر بن أبي حفص: كانت سعيدة الأسدية حمقاء، تجمع الشعر والليف، فنزلت هذه الآية: {وَلا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَها}.

المناسبة:

بعد أن أفاض الله تعالى في وعد المتقين ووعيد الكافرين، وأكد الترغيب والترهيب، أتبعه بأوامر جامعة لأمهات الفضائل، وأصول الأخلاق الاجتماعية،

<<  <  ج: ص:  >  >>