{فَآمَنَتْ طائِفَةٌ}{وَكَفَرَتْ طائِفَةٌ} بينهما طباق.
المفردات اللغوية:
{تِجارَةٍ} التجارة هنا: العمل الصالح، وهي في الأصل: تداول البيع والشراء لأجل الكسب. {تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَتُجاهِدُونَ.}. أي تدومون على الإيمان، وهو كلام مستأنف مبين لنوع التجارة وهو الجمع بين الإيمان والجهاد، والمراد به الأمر، أي آمنوا، وإنما جيء بلفظ الخبر إيذانا بأن ذلك مما لا يترك. {ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ} أي ما ذكر من الإيمان والجهاد. {إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ} إن كنتم من أهل العلم، إذ الجاهل لا يعتد بفعله.
{يَغْفِرْ} جواب للأمر المراد من الخبر: {تُؤْمِنُونَ} أو جواب الشرط المقدر أي إن تفعلوه يغفر. {طَيِّبَةً} طاهرة خالصة. {جَنّاتِ عَدْنٍ} بساتين إقامة دائمة. {ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} إشارة إلى ما ذكر من المغفرة وإدخال الجنة.
{وَأُخْرى} أي ولكم نعمة أخرى أو يؤتكم نعمة أخرى. {تُحِبُّونَها} فيه تعريض بأنهم يؤثرون العاجل على الآجل. {وَفَتْحٌ قَرِيبٌ} نصر عاجل، وهو فتح مكة. {وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ} بالنصر والفتح، وهو معطوف على محذوف وهو: قل: يا أيها الذين آمنوا، أو على {تُؤْمِنُونَ} الذي هو في معنى الأمر، أي آمنوا وجاهدوا وبشرهم يا رسول الله بما وعدتهم عليهما عاجلا وآجلا.
{كُونُوا أَنْصارَ اللهِ} أي بعض أنصار الله أي الناصرين لدينه، أي قل لهم كما قال عيسى.
{لِلْحَوارِيِّينَ} أصفياء عيسى وخواصه، وهم أول من آمن به، وكانوا اثني عشر رجلا، والحواري:
صفي الرجل وخليله، من الحور: البياض الخالص. {مَنْ أَنْصارِي إِلَى اللهِ} أي من جندي متوجها إلى نصرة الله. {فَآمَنَتْ طائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ} آمنت جماعة بعيسى عليه السلام، وقالوا: إنه عبد الله رفع إلى السماء. {وَكَفَرَتْ طائِفَةٌ} بعيسى، لقولهم: إنه ابن الله رفعه إليه، فاقتتلت الطائفتان. {فَأَيَّدْنَا} قوّينا وساعدنا، أي بالحجة أو بالحرب، وذلك بعد رفع عيسى.