{حِكْمَةٌ بالِغَةٌ} تامة، واصلة غاية الإحكام والإبداع، لا خلل فيها. {تُغْنِ} تفيد وتنفع.
{النُّذُرُ} المنذرون، جمع نذير بمعنى منذر، أو الأمور المنذرة لهم، جمع المنذر منه، أو مصدر بمعنى الإنذار.
{فَتَوَلَّ عَنْهُمْ} أعرض عنهم ولا تجادلهم، لعلمك أن الإنذار لا ينفع ولا يغني فيهم. {يَوْمَ يَدْعُ الدّاعِ} يوم ينادي إسرافيل. {إِلى شَيْءٍ نُكُرٍ} إلى شيء شديد الهول تنكره النفوس إذ لا عهد لها مثله. {خُشَّعاً} أذلة، جمع خاشع، أي ذليل، ويقرأ خشعا بضم الخاء وفتح الشين، أي مشددة. {الْأَجْداثِ} القبور جمع جدث. {كَأَنَّهُمْ جَرادٌ مُنْتَشِرٌ} في الكثرة والتموج والانتشار في الأمكنة، والجراد: حيوان طائر معروف يأكل النبات، والمنتشر: الكثير.
{مُهْطِعِينَ} مسرعين، مادّين أعناقهم، منقادين. {هذا يَوْمٌ عَسِرٌ} يوم صعب شديد على الكافرين، كما في قوله تعالى:{فَذلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ، عَلَى الْكافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ}[المدثر ٩/ ٧٤ - ١٠].
سبب النزول:
نزول الآية (١ - ٢):
{اِقْتَرَبَتِ السّاعَةُ..}.: أخرج الشيخان والحاكم-واللفظ له-عن ابن مسعود قال: رأيت القمر منشقا شقين بمكة، قبل مخرج النّبي صلى الله عليه وسلم، فقالوا:
وأخرج الترمذي عن أنس قال: سأل أهل مكة النّبي صلى الله عليه وسلم آية، فانشق القمر بمكة، مرتين، فنزلت:{اِقْتَرَبَتِ السّاعَةُ، وَانْشَقَّ الْقَمَرُ} إلى قوله: {سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ}.
وأخرج محمد بن جرير وأبو داود الطيالسي والبيهقي عن عبد الله بن مسعود قال: انشقّ القمر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت قريش: هذا سحر ابن أبي كبشة، سحركم، فاسألوا السّفّار، فسألوهم، فقالوا: نعم قد رأينا، فأنزل الله عزّ وجلّ:{اِقْتَرَبَتِ السّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ، وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا: سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ}.