بكاهن، وقال بعضهم: شاعر، وقال بعضهم: ليس بشاعر، وقال بعضهم: بل سحر يؤثر، فأجمع رأيهم على أنه سحر يؤثر، فبلغ ذلك النبي صلّى الله عليه وسلّم، فحزن وقنّع رأسه وتدثر، فأنزل الله تعالى:{يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ، قُمْ فَأَنْذِرْ، وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ، وَثِيابَكَ فَطَهِّرْ، وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ، وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ، وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ}.
{يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ} أصله المتدثر، فأدغمت التاء في الدال لتقارب مخرجهما. ولم تدغم الدال في التاء؛ لأن التاء مهموسة، والدال مجهورة، والمجهور أقوى من المهموس، فكان إدغام الأضعف في الأقوى أولى من العكس.
{وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ}{تَسْتَكْثِرُ} جملة فعلية في موضع نصب على الحال، أي ولا تمنن مستكثرا.
{فَإِذا نُقِرَ فِي النّاقُورِ}{فِي النّاقُورِ} إما في موضع الرفع؛ لأنه قام مقام النائب للفاعل، وإما في موضع النصب؛ لأن المصدر قام مقام الفاعل، فاتصل الفعل به بعد تمام الجملة، فوقع فضلة، فكان في موضع نصب.
{فَذلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ}{فَذلِكَ} مبتدأ، و {يَوْمَئِذٍ} بدل منه، و {يَوْمٌ عَسِيرٌ} خبر المبتدأ، ولا يجوز أن يتعلق. {يَوْمَئِذٍ} بقوله {عَسِيرٌ} لأن ما تعمل فيه الصفة لا يجوز تقدمه على الموصوف. والعامل في {فَإِذا} في قوله: {فَإِذا نُقِرَ.}. ما دلت عليه الجملة، أي اشتد الأمر.