للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الإعراب:

{عَرَفاتٍ} التنوين في عرفات بمنزلة النون من زيدون، وليست للصرف، لأنها لو كانت للصرف، لكان ينبغي أن يحذف للتعريف والتأنيث، لأنها اسم لبقعة مخصوصة.

{كَذِكْرِكُمْ آباءَكُمْ} الكاف في موضع نصب إما لكونه صفة لمصدر محذوف وتقديره: ذكرا كذكركم آباءكم، أو لكونه في موضع نصب على الحال من ضمير «فاذكروا» أي فاذكروه مشبهين ذكركم آباءكم.

{أَوْ أَشَدَّ ذِكْراً} إما مجرور عطفا على «ذكركم» أو منصوب على تقدير فعل، والتقدير:

واذكروه ذكرا أشدّ من ذكركم آباءكم.

البلاغة:

{فَاذْكُرُوا اللهَ كَذِكْرِكُمْ آباءَكُمْ} تشبيه تمثيلي يسمى «مرسلا مجملا».

{فَمِنَ النّاسِ مَنْ يَقُولُ: رَبَّنا آتِنا فِي الدُّنْيا} وقوله: {وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: رَبَّنا آتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً} فيهما مقابلة.

المفردات اللغوية:

{جُناحٌ} أي حرج وإثم. {أَنْ تَبْتَغُوا} تطلبوا. {فَضْلاً} عطاء ورزقا منه بالربح في التجارة أيام الحج. {أَفَضْتُمْ} أصله: أفضتم أنفسكم ودفعتموها، والمراد: الدفع منه بكثرة.

{عَرَفاتٍ} موقف الحاج لأداء النسك، وسمي بذلك لأن الناس يتعارفون فيه، وعرفة: اسم لليوم الذي يقف فيه الحاج بعرفات، وهو التاسع من ذي الحجة. {فَاذْكُرُوا اللهَ} بعد المبيت بمزدلفة بالتلبية والتهليل والدعاء. والذكر: الدعاء والتلبية والتكبير والتحميد. {الْمَشْعَرِ الْحَرامِ} هو جبل في آخر المزدلفة يقال له: قزح، وسمي بالمشعر، لأنه معلم للعبادة، والشعائر: العلامات، ووصف بالحرام لحرمته، فلا يفعل فيه ما نهي عنه.

روى مسلم: أنه صلّى الله عليه وسلّم وقف به يذكر الله ويدعو حتى أسفر جدا {وَاذْكُرُوهُ كَما هَداكُمْ} لمعالم دينه ومناسك حجه، والكاف للتعليل، {وَإِنْ} مخففة من الثقيلة.

{ثُمَّ أَفِيضُوا} يا قريش {مِنْ حَيْثُ أَفاضَ النّاسُ} أي من عرفة، بأن تقفوا بها معهم، وكانوا يقفون بالمزدلفة، ترفعا عن الوقوف معهم، وثم للترتيب في الذكر. {وَاسْتَغْفِرُوا اللهَ} من ذنوبكم. {فَإِذا قَضَيْتُمْ} أديتم. {مَناسِكَكُمْ} عبادات حجكم، بأن رميتم جمرة العقبة وطفتم واستقررتم بمنى، أي إذا فرغتم من مناسك الحج فأكثروا من ذكر الله بالتكبير والثناء، كما كنتم تفعلون بذكر آبائكم ومفاخرهم وأيامهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>