{لا إِلهَ إِلاّ هُوَ الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ}: {لا} نافية للجنس، وإله: اسمها المنصوب، وخبرها محذوف تقديره: لا إله لنا، أو في الوجود، و {هُوَ} بدل مرفوع من موضع: {لا إِلهَ} الذي هو في موضع رفع على الابتداء. و {الرَّحْمنُ} إما مرفوع على البدل من {هُوَ} وإما مرفوع خبر مبتدأ محذوف تقديره: هو الرحمن، ولا يجوز أن يكون وصفا لقوله:{هُوَ} لأنه ضمير لا يوصف ولا يوصف به.
{وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي} معطوف على المجرور قبله، والفلك: يكون واحدا ويكون جمعا، الواحد كقوله تعالى:{فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ}[الشعراء ١١٩/ ٢٦] والجمع كقوله تعالى: {حَتّى إِذا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ}[يونس ٢٢/ ١٠].
البلاغة:
{وَإِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ} خبر خال من التأكيد، لقيام الأدلة القاطعة على وحدانية الله.
{لَآياتٍ} وردت نكرة للتفخيم أي آيات عظيمة دالة على القدرة الإلهية.
المفردات اللغوية:
{وَإِلهُكُمْ} المستحق للعبادة منكم {إِلهٌ واحِدٌ} لا نظير له في ذاته ولا في صفاته.
{وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ} بالذهاب والمجيء والزيادة والنقصان. {وَالْفُلْكِ} السفن. {وَبَثَّ فِيها} نشر وفرّق فيها. {دَابَّةٍ} كل ما دب من الحيوان على الأرض، وغلب على ما يركب ويحمل عليه. {وَتَصْرِيفِ الرِّياحِ}: تقليبها جنوبا وشمالا حارة وباردة، وتوجيهها إلى الجهات المطلوبة. {وَالسَّحابِ} الغيم. {الْمُسَخَّرِ} المذلل بأمر الله تعالى يسير إلى حيث شاء الله.
{بَيْنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ} بلا علاقة {لَآياتٍ} دالات على وحدانيته تعالى {لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} يتدبرون.
سبب النزول:
عن عطاء قال: نزل على النّبي صلّى الله عليه وسلّم بالمدينة: {وَإِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ، لا إِلهَ إِلاّ هُوَ الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ} فقال كفار قريش بمكة: كيف يسع الناس إله واحد؟ فأنزل الله:{إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ} إلى قوله: {لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ}.