علي آيات لم ير مثلهن:{قُلْ: أَعُوذُ بِرَبِّ النّاسِ} إلى آخر السورة، و {قُلْ: أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} إلى آخر السورة. وقال: هذا حديث حسن صحيح، ورواه مسلم أيضا.
{مِنَ الْجِنَّةِ وَالنّاسِ} إما بدل من {شَرِّ الْوَسْواسِ} وتقديره: أعوذ بربّ الناس من شرّ الجنّة والناس، وإما متعلق بمحذوف تقديره: الكائن من الجنة والناس، الذي يوسوس في صدور الناس. وفي {يُوَسْوِسُ} ضمير الجنّة، وذكّره؛ لأنه بمعنى الجنّ، وكنى عنه مع التأخير؛ لأنه في تقدير التقديم، كقوله تعالى:{فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسى}[طه ٦٧/ ٢٠] فتقدم الضمير؛ لأن موسى في تقدير التقديم، والضمير في تقدير التأخير.
البلاغة:
{أَعُوذُ بِرَبِّ النّاسِ} وما بعدها: الإضافة للتشريف والتكريم والاستعانة، فقد أضيف الرّب إلى الناس؛ لأن الاستعاذة من شرّ الموسوس في صدورهم، استعاذوا بربّهم مالكهم وإلههم، كما يستعيذ العبد بمولاه إذا دهمه أمر. قال أبو حيان: والظاهر أن {مَلِكِ النّاسِ}، {إِلهِ النّاسِ} صفتان. وقال الزمخشري: عطف بيان للرّب، فإن الرّب قد لا يكون ملكا، والملك قد لا يكون إليها.
{بِرَبِّ النّاسِ، مَلِكِ النّاسِ، إِلهِ النّاسِ} إطناب بتكرار الاسم، زيادة في التكريم والعون، ومزيد البيان، والإشعار بشرف الإنسان.