للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

البلاغة:

{الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ} كناية عن المؤمن والكافر، وبين اللفظين طباق.

{أُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ} إشارة بالبعيد إلى الفريق الخبيث، لبيان مدى خسارتهم الفادحة، وبعدهم عن الرّحمة الإلهيّة.

المفردات اللغوية:

{يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ} في حرب النّبي صلّى الله عليه وآله وسلم. {ثُمَّ تَكُونُ} في عاقبة الأمر. {عَلَيْهِمْ حَسْرَةً} ندامة وألما، لفواتها وتضييعها، وفوات ما قصدوه. {ثُمَّ يُغْلَبُونَ} في الدّنيا.

{يُحْشَرُونَ} يساقون. {لِيَمِيزَ} متعلّق ب‍ {تَكُونُ}، ومعناه يفصل {الْخَبِيثَ} الكافر.

{مِنَ الطَّيِّبِ} المؤمن. {فَيَرْكُمَهُ جَمِيعاً} يجمعه متراكبا {بَعْضَهُ عَلى بَعْضٍ}.

سبب النّزول:

قال محمد بن إسحاق-فيما يرويه عن الزّهري وجماعة-: لما أصيبت قريش يوم بدر، ورجعوا إلى مكّة، مشى عبد الله بن أبي ربيعة، وعكرمة بن أبي جهل، وصفوان بن أميّة، في رجال من قريش أصيب آباؤهم وأبناؤهم، فكلّموا أبا سفيان، ومن كان له في ذلك العير من قريش تجارة، فقالوا: يا معشر قريش، إنّ محمدا قد وتركم-نقصكم-وقتل خياركم، فأعينونا بهذا المال-أي مال العير الذي نجا-على حربه، فلعلنا أن ندرك منه ثأرا، ففعلوا. ففيهم كما ذكر عن ابن عباس أنزل الله: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ} إلى قوله {يُحْشَرُونَ} أي أنها نزلت في نفقاتهم لمعركة أحد.

روى عن ابن عباس ومجاهد وغيرهما أن الآية نزلت في أبي سفيان، وما كان من إنفاقه على المشركين في بدر، ومن إعانته على ذلك في أحد، لقتال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم.

وأخرج ابن أبي حاتم عن الحكم بن عتيبة قال: نزلت في أبي سفيان، أنفق

<<  <  ج: ص:  >  >>