خبره {وَإِنَّكُمْ لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ} معطوف على محذوف، سد مسده حرف الإيجاب: نعم، كأنه قال:
نعم إن لكم لأجرا، وإنكم لمن المقربين.
{فَإِذا هِيَ ثُعْبانٌ مُبِينٌ}: إذا للمفاجاة: مبتدأ، وثعبان: خبره.
{إِمّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمّا أَنْ نَكُونَ}: أن فيهما: في موضع نصب بفعل مقدر، على تقدير: إما أن تفعل الإلقاء، وإما أن نفعل الإلقاء.
البلاغة:
{وَإِنَّكُمْ لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ} فيه تأكيد الجملة بمؤكدين: إن واللام، لإزالة الشك من نفوس السحرة، ويسمى هذا الخبر إنكاريا.
المفردات اللغوية:
{مِنْ بَعْدِهِمْ} أي من بعد الرسل المذكورين {مُوسى} هو كليم الله موسى بن عمران أعظم أنبياء بني إسرائيل {فِرْعَوْنَ} لقب كل ملك لمصر في العهد القديم، وقيل: كان اسمه منبتاح بن رمسيس، سنة ١٢٢٥ ق. م من الأسرة ١٩، مثل لقب كسرى لملك الفرس، وقيصر لملك الروم {بِآياتِنا} الآيات هنا: المعجزات الدالة على صدق النبي مثل العصا واليد. {وَمَلائِهِ} أشراف قومه، والمراد هنا قومه {فَظَلَمُوا بِها} كفروا وجحدوا بها {عاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ} بالكفر وتلك العاقبة هي إهلاكهم {حَقِيقٌ} جدير أو خليق به {عَلى أَنْ لا أَقُولَ} أي بأن لا أقول {ثُعْبانٌ مُبِينٌ} حية عظيمة.
{وَنَزَعَ يَدَهُ} أخرجها من جيبه {بَيْضاءُ} ذات شعاع {لِلنّاظِرِينَ} خلاف ما كانت عليه من الجلد الهامد {لَساحِرٌ عَلِيمٌ} فائق في علم السحر. وفي سورة الشعراء: كان هذا من قول فرعون نفسه، فكأنهم قالوه معه على سبيل التشاور. {تَأْمُرُونَ} تشيرون علي {أَرْجِهْ وَأَخاهُ} أخر أمرهما ولا تفصل في شأنهما الآن {الْمَدائِنِ} أي مدن المملكة {حاشِرِينَ} جامعين السحرة منها. {ساحِرٍ عَلِيمٍ} أي ماهر بفنون السحر، يفضل موسى في علم السحر، فجمعوا. {تُلْقِيَ} عصاك {نَحْنُ الْمُلْقِينَ} ما معنا.
{قالَ: أَلْقُوا} أمر بالإذن بتقديم إلقائهم توصلا به إلى إظهار الحق {فَلَمّا أَلْقَوْا} حبالهم وعصيهم {سَحَرُوا أَعْيُنَ النّاسِ} صرفوها عن حقيقة إدراكها {وَاسْتَرْهَبُوهُمْ} خوفوهم حيث تخيلوها حيات تسعى.