أمّا نبيّ الله موسى فأعلن بشارته بإهلاك فرعون، وقوّى قلوبهم بما وعدهم من خلافة الأرض، ليتمسّكوا بالصبر، ويتركوا الضّجر والجزع المذموم، ثم بيّن بقوله:{فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ} ما يريده من حثّهم على التّمسّك بطاعة الله، والاستعداد لشكر النّعمة، وزوال النّقمة. وقد تحقّق الوعد بالإغراق وبأنواع العذاب الآتية في الآيات التّالية.
{مَهْما تَأْتِنا}{مَهْما}: اسم شرط، والدّليل على أنه اسم عود الضمير إليه من قوله تعالى:{تَأْتِنا بِهِ} وهو منصوب بفعل: {تَأْتِنا} على قول من قال: زيدا ضربته، ويجوز أن يكون في موضع رفع، على قول من قال: زيد ضربته، و {تَأْتِنا}: مجزوم بمهما؛ لأنه شرط، وجواب الشّرط قوله تعالى:{فَما نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ}.
{آياتٍ مُفَصَّلاتٍ} حال منصوب مما قبله من الأشياء المذكورة في قوله تعالى: {فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمُ الطُّوفانَ..}. والعامل: أرسلنا.