للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{لكِنَّا هُوَ اللهُ رَبِّي} {هُوَ}: ضمير الشأن، تفسره الجملة بعده، والمعنى: أنا أقول: الله ربي. {وَلَوْلا} هلا. {قُلْتَ} عند إعجابك بها، أو عند دخولك. {ما شاءَ اللهُ.}. الأمر ما شاء الله، أو ما شاء الله كائن، على أن ما موصولة، أو أي شيء شاء الله كان، على أنها شرطيه، يعني إقرارا بأن الجنة وما فيها بمشيئة الله، إن شاء أبقاها، وإن شاء أبادها. {لا قُوَّةَ إِلاّ بِاللهِ} فهلا قلت: لا قوة إلا بالله، اعترافا بالعجز على نفسك والقدرة لله، وإن ما تيسر من عمارتها، فبمعونته وإقداره.

جاء في الحديث الذي رواه ابن السني عن أنس، وهو ضعيف. «من رأى شيئا فأعجبه، فقال: ما شاء الله، لا قوة إلا بالله، لم تضره العين».

وفي رواية أخرى: «من أعطي خيرا من أهل أو مال، فيقول عند ذلك: ما شاء الله، لا قوة إلا بالله، لم ير فيه مكروها».

{إِنْ تَرَنِ أَنَا} ضمير فصل بين المفعولين أو تأكيد للمفعول الأول. {فَعَسى رَبِّي أَنْ يُؤْتِيَنِ خَيْراً مِنْ جَنَّتِكَ} أي في الدنيا أو في الآخرة لإيماني، وهو جواب الشرط‍. {وَيُرْسِلَ عَلَيْها} على جنتك لكفرك. {حُسْباناً مِنَ السَّماءِ} جمع حسبانة، وهي الصواعق. {فَتُصْبِحَ صَعِيداً زَلَقاً} أرضا ملساء لا يثبت عليها قدم. {أَوْ يُصْبِحَ ماؤُها غَوْراً} غائرا، ويصبح: عطف على {يُرْسِلَ} لا على: {فَتُصْبِحَ} لأن غور الماء لا يتسبب عن الصواعق. {طَلَباً} للماء، أي عملا أو حيلة لرده.

{وَأُحِيطَ‍ بِثَمَرِهِ} أهلكت أمواله، بما فيها جنته، حسبما توقع صاحبه وأنذره منه.

{فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ} هذا كناية في اللغة عن التحسر والندم. {عَلى ما أَنْفَقَ فِيها} في عمارة جنته. {وَهِيَ خاوِيَةٌ} ساقطة. {عَلى عُرُوشِها} دعائمها التي كانت منصوبة للكرم، بأن سقطت عروشها على الأرض، ثم سقطت الكروم. {يا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَداً} {يا}:

للتنبيه، وكأنه تذكر موعظة أخيه.

{فِئَةٌ} جماعة. {يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللهِ} عند هلاكها، بدفع الإهلاك فإن الله هو القادر على نصره وحده. {وَما كانَ مُنْتَصِراً} بنفسه عند هلاكها، ممتنعا بقوته عن انتقام الله منه. {هُنالِكَ} في ذلك المقام أو تلك الحال أو يوم القيامة. {الْوَلايَةُ لِلّهِ الْحَقِّ} بفتح الواو:

النصرة له وحده لا يقدر عليها غيره، وبكسر الواو: الملك والسلطان. {هُوَ خَيْرٌ ثَواباً} من ثواب غيره لو كان يثيب. {وَخَيْرٌ عُقْباً} عاقبة للمؤمنين.

سبب النزول:

قيل: نزلت في أخوين من بني مخزوم: الأسود بن عبد الأسود بن عبد ياليل، وكان كافرا، وأبي سلمة عبد الله بن الأسود، كان مؤمنا، وهو زوج أم سلمة قبل زواج الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم بها.

<<  <  ج: ص:  >  >>