للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإعراب:

{سُجَّداً} جمع ساجد، كشهّد جمع شاهد، وهو حال من واو {خَرُّوا} وهي حال مقدّرة.

البلاغة:

{إِنْ شاءَ اللهُ} جملة دعائية للتّبرّك وجعل الأمان بمشيئة الله تعالى، وهي متقدّمة على قوله تعالى: {آمِنِينَ}، والتّقدير: ادخلوا مصر آمنين إن شاء الله.

{وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّداً} المراد بأبويه أبوه وأمه أو خالته من باب التّغليب للأب، والسّجود متقدّم على الرّفع على السّرير، لكن قدّم الرّفع لفظا للاهتمام بتعظيمه أبويه.

المفردات اللغوية:

{فَلَمّا دَخَلُوا} في الكلام حذف، تقديره: فرحل يعقوب عليه السّلام بأهله أجمعين، وساروا حتى تلقوا يوسف عليه السّلام. {آوى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ} ضمّ إليه أباه وأمه، أو خالته، نزلت منزلة الأم تنزيل العمّ منزلة الأب في قوله تعالى: {وَإِلهَ آبائِكَ إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ} [البقرة ١٣٣/ ٢] وإسماعيل كان عمّا ليعقوب عليه السّلام.

{وَقالَ} يوسف عليه السّلام لهم. {وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ} سرير الملك. {وَخَرُّوا لَهُ} أي أبواه وإخوته الأحد عشر. {سُجَّداً} سجود تحية وتكرمة له، وسجود انحناء لا سجود عبادة، ولا وضع جبهة على الأرض، فإن ذلك كان تحيتهم في زمانهم. {تَأْوِيلُ رُءْيايَ} مآلها وعاقبتها. {إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ} لم يقل من الجبّ تكرّما، لئلا يخجل إخوته. {الْبَدْوِ} البادية. {نَزَغَ} أفسد ووسوس، يقال: نزغ بين الناس: أفسد بينهم بالحثّ على الشّرّ، وأصل النّزغ: النّخس، يقال: نزغ الرّائض الدّابة: إذا نخسها وحملها على الجري، ونزغه الشيطان:

نخسه، ليحثّه على المعاصي. {لَطِيفٌ} لطيف التّدبير لما يشاء، إذ ما من صعب إلا وتنفذ فيه مشيئته. {الْعَلِيمُ} بخلقه وبوجوه المصالح والتّدابير. {الْحَكِيمُ} في صنعه، الذي يفعل كلّ شيء في وقته، وعلى وجه يقتضي الحكمة.

المناسبة:

بعد أن طلب يوسف عليه السّلام من إخوته أن يأتوه بأهله أجمعين، أخبر هنا أنهم رحلوا من بلاد كنعان إلى مصر، فخرج يوسف عليه السّلام للقائهم، ومعه بأمر الملك أكابر دولته.

<<  <  ج: ص:  >  >>