للمنزل عليه، وإشعارا بأن الإيمان لا يتم دونه، وأنه الأصل فيه، ولذلك أكده بقوله:{وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ}.
{أَضَلَّ أَعْمالَهُمْ}{أَصْلَحَ بالَهُمْ}{لِلنّاسِ أَمْثالَهُمْ} سجع رصين غير متكلف.
المفردات اللغوية:
{الَّذِينَ كَفَرُوا} من أهل مكة وأهل الكتاب وأمثالهم، أي امتنعوا عن الدخول في الإسلام {وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ} منعوا الناس من الدخول في الإسلام، وهذا عام في جميع من كفر وصد.
{أَضَلَّ أَعْمالَهُمْ} أبطلها وأحبطها بالكفر، فلا ثواب لها في الآخرة، ويجزون بها في الدنيا فضلا من الله تعالى، وذلك كصلة الأرحام، وفك الأسارى، وحفظ الجواز.
{وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ} من المهاجرين والأنصار وأهل الكتاب وغيرهم {وَآمَنُوا بِما نُزِّلَ عَلى مُحَمَّدٍ} أي آمنوا بالقرآن المنزل على النبي صلّى الله عليه وسلّم، وتخصيصه بعد العموم تعظيم له واعتناء بشأنه. وقرئ: نزّل بالبناء للمعلوم، وأنزل بالبناء للمعلوم والمجهول، ونزل بالتخفيف {وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ} أي والقرآن هو الحق الثابت الذي لا شك فيه من الله {كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ} سترها بالإيمان وعملهم الصالح، والسيئات: الذنوب {وَأَصْلَحَ بالَهُمْ} أي حالهم وشأنهم في الدين والدنيا بالتوفيق والتأييد. والبال: لا يثنى ولا يجمع.
{ذلِكَ} إشارة إلى ما سبق من الإضلال والتكفير والإصلاح {بِأَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا اتَّبَعُوا الْباطِلَ} أي بسبب اتباع الكفار الباطل من الأمر والشيطان. {وَأَنَّ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّبَعُوا الْحَقَّ مِنْ رَبِّهِمْ} أي بسبب اتباع المؤمنين الحق وهو القرآن ومحمد {كَذلِكَ} مثل ذلك البيان وضرب المثل {يَضْرِبُ اللهُ لِلنّاسِ أَمْثالَهُمْ} أي يبين أحوال الفريقين، فالكافر يحبط عمله، والمؤمن يغفر زلله، والأول مثل لخيبته، والثاني مثل لفوزه.
سبب النزول:
نزول الآية (١):
{الَّذِينَ كَفَرُوا}: أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ، أَضَلَّ أَعْمالَهُمْ} قال: هم أهل مكة نزلت فيهم.
{وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ} قال: هم الأنصار.