{وَإِذْ قِيلَ} واذكر إذ قيل {الْقَرْيَةَ} بيت المقدس {حِطَّةٌ} أي أمرنا حطة أي حط عنا أوزارنا وخطايانا {الْبابَ} أي باب القرية {سُجَّداً} سجود انحناء {سَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ} بالطاعة ثوابا {فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا..}. فقالوا: حبة في شعرة، ودخلوا يزحفون على أستاههم {رِجْزاً} عذابا.
المناسبة:
بعد أن عدد الله تعالى أحوال بني إسرائيل وأصناف النعم التي أنعم بها عليهم، وجحودهم لها وظلمهم أنفسهم، ناسب أن يذكر نوعا آخر من أنواع العصيان أو الظلم ومخالفة أمر الله، وهو دخول القرية بقول معين (حطة) وهيئة معينة (ساجدين) فالمناسبة بين الآيات واضحة وهي تبيان أحوال الظلم من هؤلاء القوم، لذا ختمت الآيتان بإثبات صفة الظلم فيهم.
التفسير والبيان:
سبق بيان هذه القصة في سورة البقرة في الآيتين (٥٩، ٥٨) مع اختلاف في الألفاظ فقط، ليتناسب ذلك مع بلاغة القرآن وكمال الإعجاز؛ لأن تكرار اللفظ نفسه غير بليغ، والبلاغة تقتضي إبراز المعنى الواحد بأساليب مختلفة وألفاظ متنوعة.
وقد ذكر الرازي ثمانية وجوه للمخالفة في الألفاظ بين السورتين (١)، وهي ما يأتي، علما بأنه لا بأس باختلاف العبارتين إذا لم يكن هناك تناقض، ولا تناقض فيهما:
١ - هنا قال:{اُسْكُنُوا} وهناك قال {اُدْخُلُوا} والفائدة هنا أتم؛