العقل، وهذا مدعاة للعجب من إشراكهم، والغرض من الآية: التعجيب من حالهم أنهم يعترفون بالصانع، ثم يجعلون له أندادا.
ثم أعلن الله تعالى علمه بشكوى النبي صلّى الله عليه وسلّم من إعراض قومه قائلا:
٥ - {وَقِيلِهِ: يا رَبِّ، إِنَّ هؤُلاءِ قَوْمٌ لا يُؤْمِنُونَ} أي ويعلم الله تعالى علم الساعة وقول النبي صلّى الله عليه وسلّم وشكواه إلى ربه من قومه الذين كذبوه: يا ربّ، إن هؤلاء القوم الذين أرسلتني إليهم قوم لا يؤمنون ولا يصدقون بك ولا برسالتي إليهم، كما أخبر تعالى في آية أخرى:{وَقالَ الرَّسُولُ: يا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً}[الفرقان ٣٠/ ٢٥].
ثم أمر الله تعالى نبيه بالإعراض عنهم ونبذهم لإشراكهم قائلا:
{فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ: سَلامٌ، فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ} أي اصفح عن المشركين صفح المغاضب لا الموافق المجامل، وأعرض عما يقولون وما يرمونك به من السحر والكهانة، واصبر على دعوتهم إلى أن يأتي أمر الله، وقل: أمري معكم مسالمة ومتاركة إلى حين، فسوف يعلمون عاقبة كفرهم. وهذا تهديد شديد ووعيد أكيد من الله لهم، ووعد ضمني بنصر الإسلام والمسلمين عليهم، وقد أنجز الله وعده، فأيد رسوله والمؤمنين، وهزم أركان الشرك والمشركين، وطهر جزيرة العرب من فلولهم وآثارهم، ودخل الناس في دين الله أفواجا، وانتشر الإسلام-ولله الحمد- في المشارق والمغارب.
فقه الحياة أو الأحكام:
أرشدت الآيات البيّنات إلى ما يأتي:
١ - إن إنكار وجود الولد لله تعالى ليس عنادا ولا منازعة، وإنما بدلالة الأدلّة القاطعة على نفي وجود الولد، فالعبرة للدّليل، وقد أثبت الدّليل القاطع