للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عدم وجود الولد لله تعالى، لأن صفة الألوهية تقتضي الكمال والقدرة والحكمة والعلم، واتّخاذ الولد دليل العجز والنقص.

وهذا مأخوذ من معنى الآية الأولى: {قُلْ: إِنْ كانَ لِلرَّحْمنِ وَلَدٌ.}. أي لو كان له ولد كنت أول من عبده، على افتراض أن له ولدا ثابتا بالبرهان، ولكن لا ينبغي ذلك، ولم يقم دليل عليه.

٢ - نزّه الله نفسه ربّ السموات والأرض عن كلّ ما يقتضي الحدوث، وأمر النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم بالتّنزيه عما يقوله المشركون من الكذب.

٣ - أمر الله نبيّه أيضا أن يترك المشركين يخوضون في باطلهم، ويلعبون في دنياهم، حتى يأتيهم إما العذاب في الدنيا أو في الآخرة.

٤ - كذب الله المشركين بقوله: {وَهُوَ الَّذِي فِي السَّماءِ إِلهٌ.}. في أن لله شريكا وولدا، فهو وحده المستحق للعبادة في السماء والأرض.

قال الرّازي: هذه الآية من أدلّ الدّلائل على أنه تعالى غير مستقرّ في السماء، لأنه تعالى بيّن بهذه الآية أن نسبته إلى السماء بالألوهية كنسبته إلى الأرض، فلما كان إلها للأرض، مع أنه غير مستقرّ فيها، فكذلك يجب أن يكون إلها للسماء، مع أنه لا يكون مستقرّا فيها (١).

٥ - الله تعالى مصدر الخير والبركة، وهو صاحب العظمة، مالك السموات والأرض وما بينهما من المخلوقات والموجودات والعناصر، وهو العالم بوقت قيام القيامة، وإليه مصير الخلق للحساب والجزاء. وقوله: {وَعِنْدَهُ عِلْمُ السّاعَةِ} بعد بيان كمال قدرته: هو التّنبيه على أن من كان كامل الذّات والعلم والقدرة، امتنع عليه اتّخاذ ولد كعيسى موصوف بالعجز وعدم الاطّلاع على أحوال العالم.


(١) تفسير الرّازي: ٢٣٢/ ٢٧

<<  <  ج: ص:  >  >>