سمّيت سورة فصلت لافتتاحها بقوله تعالى:{كِتابٌ فُصِّلَتْ آياتُهُ.}. وقد فصّل الله تعالى فيها الآيات، وأوضح الأدلة والبراهين على وجوده وقدرته ووحدانيته، من خلقه هذا الكون العظيم وتصرفه فيه. وتسمى أيضا حم، السجدة لأن رسول الله ص عند قراءة أولها على زعماء قريش حتى انتهى إلى السجدة منها، سجد.
مناسبتها لما قبلها:
تظهر مناسبتها لما قبلها وهي سورة غافر من وجهين:
الأول-افتتاح كلتيهما بوصف الكتاب الكريم وهو القرآن العظيم.
الثاني-اشتراكهما في تهديد ووعيد وتقريع المشركين المجادلين في آيات الله في مكة وغيرها، ففي آخر السورة المتقدمة توعدهم بقوله:{أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ}[٨٢]، وفي القسم الأول من هذه السورة هددهم مرة أخرى بقوله:
{فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ: أَنْذَرْتُكُمْ صاعِقَةً مِثْلَ صاعِقَةِ عادٍ وَثَمُودَ}[١٣]. وهذا كله مناسب لآخر سورة المؤمن من عدم انتفاع مكذّبي الرّسل حين رؤية العذاب، كما