للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عليه السلام، أي من ذريته وهم موسى وهارون وزكريا ويحيى وعيسى. {وَمِمَّنْ هَدَيْنا وَاجْتَبَيْنا} أي ومن جملتهم، و {اِجْتَبَيْنا} اصطفينا واخترنا للنبوة والكرامة. {سُجَّداً} جمع ساجد.

{وَبُكِيًّا} جمع باك،

روى ابن ماجه عن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم: «اتلو القرآن وابكوا، فإن لم تبكوا فتباكوا». والبكا: بالقصر مثل الحزن، لا صوت معه.

المناسبة:

بعد أن أثنى الله على كل رسول من رسله العشرة بما يخصه، جمعهم آخرا بصفة واحدة: هي الإنعام عليهم بالنبوة، والهداية إلى طريق الخير، والاصطفاء من سائر خلقه. قال ابن كثير: ليس المراد المذكورين في هذه السورة فقط‍، بل جنس الأنبياء عليهم السلام، استطرد من ذكر الأشخاص إلى الجنس (١).

التفسير والبيان:

{أُولئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ} أي أولئك المذكورون من أول السورة إلى هنا، من لدن زكريا إلى إدريس، بل وجميع الأنبياء هم الذين أنعم الله عليهم بنعمة النبوة والقرب منه، وعظم المنزلة لديه، واختارهم واجتباهم من بين عباده، وهداهم وأرشدهم ليكونوا المثل الأعلى للبشرية، والأسوة الحسنة للناس جميعا في عبادة الله وطاعته والتأسي بطريقتهم ومنهجهم وأخلاقهم.

{مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ} أبي البشر الأول عليه السلام.

{وَمِمَّنْ حَمَلْنا مَعَ نُوحٍ} أي ومن ذرية من حملنا في السفينة مع نوح أبي البشر الثاني، وهم من عدا إدريس عليه السلام الذي كان سابقا على نوح، على ما ثبت في الأخبار، جمعهم الله في كونهم من ذرية آدم، ثم خص بعضهم بأنه من ذرية المحمولين مع نوح، والذي يختص بأنه من ذرية آدم دون من حمل مع نوح هو إدريس عليه السلام.


(١) تفسير ابن كثير: ١٢٦/ ٣

<<  <  ج: ص:  >  >>