وغيرهم. والأيام هنا بمعنى الوقائع، يقال: فلان عالم بأيام العرب أي بوقائعهم، والعرب تسمي العذاب أياما والنعم أياما؛ كقوله تعالى:{وَذَكِّرْهُمْ بِأَيّامِ اللهِ}[إبراهيم ٥/ ١٤]، وكل ما مضى لك من خير أو شر فهو أيام.
{قُلْ: فَانْتَظِرُوا.}. قل أيها الرسول لهم منذرا مهددا موعدا: انتظروا عذاب الله وعقابه، إني من المنتظرين هلاككم، أو فانتظروا هلاكي، إني معكم من المنتظرين هلاككم، أو من المنتظرين موعد ربي.
{ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنا.}. أي إن حكمنا المتبع وسنتنا السائدة أنه إذا وقع العذاب إنجاء رسلنا والمؤمنين معهم، وإهلاك المكذبين.
{كَذلِكَ حَقًّا عَلَيْنا..}. أي مثل هذا الإنجاء للرسل السابقين ومن آمن معهم، ننجي المؤمنين معك أيها الرسول، ونهلك المكذبين بالرسل. وهذا حق أوجبه الله تعالى على نفسه الكريمة، كقوله:{كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ}[الأنعام ٥٤/ ٦] وكما جاء
في الصحيحين عن رسول الله صلى الله عليه وسلّم أنه قال:«إن الله كتب كتابا، فهو عنده فوق العرش، إن رحمتي سبقت غضبي».
فقه الحياة أو الأحكام:
دلت الآيات على ما يأتي:
١ - وجوب النظر في الدلائل السماوية والأرضية للاهتداء بها إلى معرفة الخالق، فلا سبيل إلى معرفة الله تعالى إلا بالتدبر في الدلائل، كما قال عليه الصلاة والسلام:«تفكروا في الخلق، ولا تفكّروا في الخالق، فإنكم لا تقدرون قدره»(١).
(١) رواه أبو الشيخ ابن حيان الأنصاري عن ابن عباس، وهو حديث صحيح.