للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[سورة البراءة من الشرك والكفر وأعمال المشركين]

{بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ. قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ (١) لا أَعْبُدُ ما تَعْبُدُونَ (٢) وَلا أَنْتُمْ عابِدُونَ ما أَعْبُدُ (٣) وَلا أَنا عابِدٌ ما عَبَدْتُّمْ (٤) وَلا أَنْتُمْ عابِدُونَ ما أَعْبُدُ (٥) لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ (٦)}

الإعراب:

{لا أَعْبُدُ ما تَعْبُدُونَ} {ما} بمعنى الذي في موضع نصب ب‍ {أَعْبُدُ} و {تَعْبُدُونَ} صلة (الذي) والعائد محذوف، تقديره: ما تعبدونه. ويجوز أن تكون {ما} مصدرية، فلا تفتقر إلى عائد.

{وَلا أَنْتُمْ عابِدُونَ ما أَعْبُدُ} قال: {ما أَعْبُدُ} ولم يقل (من) لمطابقة ما قبله وما بعده.

وقيل: {ما} بمعنى (من).

{وَلا أَنا عابِدٌ ما عَبَدْتُّمْ، وَلا أَنْتُمْ عابِدُونَ ما أَعْبُدُ} {ما} في الوضعين في موضع نصب؛ لأنها مفعول ما قبلها، وهما إما موصولة أو مصدرية مثل {ما} الأولى.

البلاغة:

{يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ} خطاب بالوصف للتوبيخ والتشنيع.

{لا أَعْبُدُ ما تَعْبُدُونَ} طباق السلب، فالأول نفي والثاني إثبات.

{لا أَعْبُدُ ما تَعْبُدُونَ} و {لا أَنْتُمْ عابِدُونَ ما أَعْبُدُ} مقابلة بين الجملتين في الاستقبال.

{وَلا أَنا عابِدٌ ما عَبَدْتُّمْ} {وَلا أَنْتُمْ عابِدُونَ ما أَعْبُدُ} مقابلة بين الجملتين في الحال أو الماضي.

وفي هذه المقابلة نفي لعبادة الأصنام في الحال والاستقبال.

{يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ، لا أَعْبُدُ ما تَعْبُدُونَ} توافق الفواصل في الحرف الأخير.

المفردات اللغوية:

{يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ} يعني كفرة مخصوصين قد علم الله منهم أنهم لا يؤمنون، وهم زعماء الشرك في مكة. {لا أَعْبُدُ ما تَعْبُدُونَ} أي في المستقبل، فإن {لا} لا تدخل إلا على مضارع

<<  <  ج: ص:  >  >>