{هُنالِكَ} الأصل أن يكون ظرف مكان، ولكنه استعمل هنا ظرف زمان، وقيل: بهما في هذه الآية أي في ذلك المكان والوقت، وهو متعلق بدعاء أي دعا زكريا في ذلك الوقت، وهذا الاستعمال جائز على سبيل التوسع، ويعرف المراد بدلالة الحال، وقد تجيء {هُنالِكَ} محتملة الزمان والمكان، كما في قوله تعالى:{هُنالِكَ الْوَلايَةُ لِلّهِ الْحَقِّ}. والظرف منه «هنا» واللام للتأكيد، والكاف للخطاب، لا موضع لها من الإعراب.
{فَنادَتْهُ الْمَلائِكَةُ} أي جماعة الملائكة. ومن قرأ «فناداه» أراد جمع الملائكة؛ إذ يجوز في فعل الجماعة التذكير والتأنيث، سواء كانت الجماعة للمذكر أو المؤنث، نحو: قال الرجال وقالت الرجال، وقال النساء وقالت النساء، فالتذكير بالحمل على معنى الجمع، والتأنيث بالحمل على معنى الجماعة. {وَهُوَ قائِمٌ} جملة فعلية في موضع نصب على الحال من هاء {فَنادَتْهُ}. {أَنَّ اللهَ} مفعول ثان لنادته، ومن قرأها بالكسر فعلى الابتداء، على تقدير: قال: إن الله يبشرك.
{مُصَدِّقاً} حال من يحيى، وكذلك:{سَيِّداً وَحَصُوراً وَنَبِيًّا}. {وَامْرَأَتِي عاقِرٌ} إنما جاء بغير تاء؛ لأنه أراد النّسب، أي: ذات عقر أي عقم، مثل طالق وحائض.