فطوّل، فصلّى في ناحية المسجد، ثم انصرف، فبلغ ذلك معاذا، فقال: منافق، فذكر ذلك لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فسأل الفتى، فقال: يا رسول الله، جئت أصلي معه، فطوّل علي، فانصرفت وصليت في ناحية المسجد، فعلفت ناقتي، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:«أفتّان يا معاذ؟ أين أنت من:{سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى}، {وَالشَّمْسِ وَضُحاها}، {وَالْفَجْرِ}، {وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشى}».
{وَالْفَجْرِ، وَلَيالٍ عَشْرٍ..}. هذا قسم، وجوابه: إما قوله تعالى: {إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصادِ} أو محذوف مقدر تقديره: لتبعثن. والأولى أن يكون جواب القسم محذوفا وهو ليعذبن، كما ذكر في الكشاف (٣٣٥/ ٣) أي وربّ هذه الأشياء ليعذبن الكفار، وقد دلّ عليه:{أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعادٍ.}. إلى قوله:{فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذابٍ}.
{كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعادٍ، إِرَمَ}{إِرَمَ}: مجرور على البدل، أو عطف البيان، ولا يجوز أن يكون وصفا أو نعتا؛ لأنه ليس مشتقا. و {إِرَمَ}: ممنوع من الصرف للعلمية والتأنيث، ودليل التأنيث وصفها بقوله:{ذاتِ الْعِمادِ}.