شك أو نفاق، وهم منافقو المدينة. {وَالْكافِرُونَ} بمكة. {ماذا أَرادَ اللهُ بِهذا مَثَلاً} أي ماذا أراد الله بهذا العدد حديثا. {كَذلِكَ يُضِلُّ.}. أي مثل ذلك المذكور من إضلال منكر هذا العدد وهدى مصدقه، يضل الكافرين، ويهدي المؤمنين. {وَما يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلاّ هُوَ} أي ما يعلم الملائكة في قوتهم وأعوانهم، وكذلك جموع خلقه على ما هم عليه. {وَما هِيَ} أي سقر.
{ذِكْرى} تذكرة وموعظة للناس.
{كَلاّ} ردع لمن أنكرها، أي حقا. {أَدْبَرَ} مضى وولّى. {أَسْفَرَ} ظهر وأضاء.
{إِنَّها لَإِحْدَى الْكُبَرِ} أي إن سقر وصفتها لإحدى الدواهي أو البلايا العظام. {أَنْ يَتَقَدَّمَ} إلى الخير أو الجنة بالإيمان. {أَوْ يَتَأَخَّرَ} إلى الشر أو النار بالكفر.
سبب النزول:
نزول الآية (٣١):
{وَما جَعَلْنا.}.: قال ابن إسحاق وقتادة: قال أبو جهل يوما:
يا معشر قريش، يزعم محمد أن جنود الله الذين يعذبونكم في النار تسعة عشر، وأنتم أكثر الناس عددا، أفيعجز مائة رجل منكم عن رجل منهم، فأنزل الله:
وقال السّدّي: لما نزلت {عَلَيْها تِسْعَةَ عَشَرَ} قال رجل من قريش يدعى أبا الأشد بن كلدة الجمحي-وكان شديد البطش (١) -: يا معشر قريش لا يهولنّكم التسعة عشر، أنا أدفع عنكم بمنكبي الأيمن عشرة من الملائكة، وبمنكبي الأيسر التسعة، فأنزل الله:{وَما جَعَلْنا أَصْحابَ النّارِ إِلاّ مَلائِكَةً}.
وفي رواية: أن الحارث بن كلدة قال: أنا أكفيكم سبعة عشر، واكفوني أنتم
(١) كان قد بلغ من القوة فيما يزعمون أنه كان يقف على جلد البقرة ويجاذبه عشرة، لينزعوه من تحت قدميه، فيتمزق الجلد ولا يتزحزح عنه. قال السهيلي: وهو الذي دعا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إلى مصارعته، وقال: إن صرعتني آمنت بك، فصرعه النبي صلّى الله عليه وسلّم مرارا، فلم يؤمن. وصارع النبي صلّى الله عليه وسلّم أيضا ركانة بن عبد يزيد بن هاشم بن المطلب.