للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بذلك أن من أحكام الله ما هو منصوص عليه، ومنها ما هو مودع في النص، قد كلفنا الوصول إلى علمه بالاستدلال عليه واستنباطه.

فقد حوت هذه الآية معاني منها: أن في أحكام الحوادث ما ليس بمنصوص عليه، بل مدلول عليه. ومنها: أن على العلماء استنباطه، والتوصل إلى معرفته برده إلى نظائره من المنصوص. ومنها أن العامي عليه تقليد العلماء في أحكام الحوادث. ومنها أن النبي صلّى الله عليه وسلّم قد كان مكلفا باستنباط‍ الأحكام والاستدلال عليها بدلائلها؛ لأنه تعالى أمر بالرد إلى الرسول وإلى أولي الأمر. ثم قال:

{لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ} ولم يخص أولي الأمر بذلك دون الرسول، وفي ذلك دليل على أن للجميع الاستنباط‍ والتوصل إلى معرفة الحكم بالاستدلال (١).

[التحريض على الجهاد]

{فَقاتِلْ فِي سَبِيلِ اللهِ لا تُكَلَّفُ إِلاّ نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَسَى اللهُ أَنْ يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَاللهُ أَشَدُّ بَأْساً وَأَشَدُّ تَنْكِيلاً (٨٤)}

المفردات اللغوية:

{لا تُكَلَّفُ إِلاّ نَفْسَكَ} لا تهتم بتخلفهم عنك، وقاتل ولو وحدك، فإنك موعود بالنصر.

{وَحَرِّضِ} حثهم على القتال ورغبهم فيه. {بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا} أي شدتهم وقوتهم. {وَأَشَدُّ تَنْكِيلاً} تعذيبا ومعاقبة بما فيه عبرة ونكال لغيرهم.

المناسبة:

لما ذكر الله تعالى في الآية المتقدمة تثبيطهم (شغلهم) عن القتال وإظهارهم


(١) أحكام القرآن: ٢١٥/ ٢

<<  <  ج: ص:  >  >>