{مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللهَ... ؟} أي ينفق ماله في سبيل الله رجاء أن يعوضه، فإنه كمن يقرضه. {قَرْضاً حَسَناً} خالصا لله. {فَيُضاعِفَهُ لَهُ} يعطي أجره أضعافا. {وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ} مقترن بالرضا والقبول. {يَسْعى نُورُهُمْ} ما يوجب نجاتهم وهدايتهم إلى الجنة. {بَيْنَ أَيْدِيهِمْ} أمامهم. {وَبِأَيْمانِهِمْ} كتبهم، لأنهم يؤتون صحائف أعمالهم من الأمام واليمين. {بُشْراكُمُ الْيَوْمَ جَنّاتٌ} أي تتلقاهم الملائكة تبشرهم بدخول الجنات، وبشراكم أي ما تبشرون به.
سبب النزول:
نزول الآية (٧):
{آمِنُوا بِاللهِ}: نزلت في غزوة العسرة، وهي غزوة تبوك.
نزول الآية (١٠):
{لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ.}.: ذكر الواحدي عن الكلبي: أن هذه الآية نزلت في أبي بكر الصديق رضي الله عنه.
وذكر أيضا
عن ابن عمر قال: بينا النبي صلى الله عليه وسلم جالس، وعنده أبو بكر الصديق، وعليه عباءة قد خلّلها على صدره بخلال، إذ نزل عليه جبريل عليه السلام، فأقرأه من الله السلام، وقال: يا محمد، ما لي أرى أبا بكر عليه عباءة قد خلّلها على صدره بخلال؟ فقال: يا جبريل، أنفق ماله قبل الفتح عليّ، قال: فأقرئه من الله سبحانه وتعالى السلام، وقل له: يقول لك ربك:
أراض أنت عني في فقرك هذا أم ساخط؟ فالتفت النبي صلى الله عليه وسلم إلى أبي بكر فقال:
يا أبا بكر، هذا جبريل يقرئك من الله سبحانه السلام، ويقول لك ربك:
أراض أنت عني في فقرك هذا أم ساخط؟ فبكى أبو بكر، وقال: على ربي أغضب، أنا عن ربي راض، أنا عن ربي راض (١).
(١) أسباب النزول للواحدي: ص ٢٣٠ وما بعدها، تفسير القرطبي: ٢٤٠/ ١٧