خبر المبتدأ، وأتى بالفاء لأن في «أما» معنى الشرط بالإنعام. والظرف المتوسط:{إِذا مَا ابْتَلاهُ..}. في تقدير التأخير، كأنه قيل: فأما الإنسان فقائل: ربي أكرمني وقت ابتلائه.
{وَلا تَحَاضُّونَ عَلى طَعامِ الْمِسْكِينِ} إما أن يكون {طَعامِ} بمعنى إطعام، فيكون اسما أقيم مقام المصدر، مثل: سلمت عليه سلاما، أي تسليما، وكلمته كلاما، أي تكليما، وإقامة الاسم مقام المصدر كثيرة في كلام العرب، وإما أن يكون التقدير فيه: ولا تحضون على إطعام طعام المسكين، فحذف المضاف، وأقيم المضاف إليه مقامه.
البلاغة:
{فَأَمَّا الْإِنْسانُ إِذا مَا ابْتَلاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ..}. وقوله:{وَأَمّا إِذا مَا ابْتَلاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ.}. بينهما مقابلة، قابل بين {أَكْرَمَنِ} و {أَهانَنِ}، وبين توسعة الرزق وتضييقه.
{كَلاّ بَلْ لا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ} فيه التفات من ضمير الغائب إلى الخطاب زيادة في التوبيخ والعتاب. والأصل أن يقال: كلا بل لا يكرمون.
إنه لبالمرصاد في الآخرة، فلا يريد إلا السعي لها، فأما الإنسان فلا يهمه إلا الدنيا ولذاتها. {إِذا مَا ابْتَلاهُ رَبُّهُ} اختبره بالغنى واليسر. {فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ} بالجاه والمال. {فَيَقُولُ: رَبِّي أَكْرَمَنِ} فضّلني بما أعطاني، وصيّرني مكرما، يتمتع بالنعيم.