{بِصِحافٍ مِنْ ذَهَبٍ وَأَكْوابٍ} بعد الكلمة الأخيرة ما يسمى بحذف الإيجاز، أي أكواب من ذهب، وحذف لدلالة ما قبله عليه.
{وَفِيها ما تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ} عام بعد خاص هو قوله: {يُطافُ عَلَيْهِمْ بِصِحافٍ}.
المفردات اللغوية:
{الْأَخِلاّءُ} الأحباء في الدنيا، جمع خليل: وهو الصاحب والصديق {يَوْمَئِذٍ} يوم القيامة {بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ} أي يتعادون يومئذ، لأن مودتهم في الدنيا كانت قائمة على المعصية {إِلاَّ الْمُتَّقِينَ} المتحابين في الله على طاعته فإنهم أصدقاء، لأن الصداقة إذا كانت مبنية على تقوى الله بقيت نافعة إلى الأبد.
{يا عِبادِ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ} هذا ما ينادى به المتقون المتحابون في الله يومئذ {الَّذِينَ آمَنُوا} صفة أو نعت لكلمة {يا عِبادِ}. {بِآياتِنا} القرآن {وَكانُوا مُسْلِمِينَ} مخلصين، وهذه العبارة آكد من سابقتها، لأنها عبرت عن الإخلاص {وَأَزْواجُكُمْ} نساؤكم أو زوجاتكم المؤمنات {تُحْبَرُونَ} تسرّون وتكرمون، يقال: حبره الله: سرّه، والحبور يدل على ظهور أثر السرور على الوجه نضارة وحسنا.
{بِصِحافٍ} جمع صحفة: وهي كالقصعة: إناء يوضع فيه الأكل يكفي خمسة.
{وَأَكْوابٍ} جمع كوب: وهو إناء لا عروة له يشرب منه الشارب {وَفِيها} في الجنة {ما تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ} تلذذا {وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ} بمشاهدته {وَأَنْتُمْ فِيها خالِدُونَ} الخلود ينبئ بمعنى الاستقرار والأمان، فإن كل نعيم زائل إلا نعيم الجنة {أُورِثْتُمُوها} شبّه جزاء العمل بالميراث، لأنه يخلفه ويأتي بعده {مِنْها تَأْكُلُونَ} تأكلون بعضها لكثرتها ودوام نوعها، فكل ما يؤكل يخلف بدله.