{رَسُولاً يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِنا} لإلزام الحجة وقطع المعذرة. {ظالِمُونَ} بتكذيب الرسل والعتو في الكفر. {وَما أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ} من أسباب الدنيا. {فَمَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا وَزِينَتُها} أي تتمتعون وتتزينون به أيام حياتكم ثم يفنى. {وَما عِنْدَ اللهِ} أي ثوابه. {خَيْرٌ} في نفسه من ذلك، لأنه لذة خالصة وبهجة كاملة. {وَأَبْقى} أدوم وأبدي. {أَفَلا تَعْقِلُونَ} تتفكرون، فتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير، وقرئ يعقلون وهو أبلغ في الموعظة. {وَعَدْناهُ وَعْداً حَسَناً} وعدا بالجنة، فإن حسن الوعد بحسن الموعود. {فَهُوَ لاقِيهِ} مدركه لا محالة، لامتناع الخلف في الوعد، ولذلك عطفه بالفاء المتضمنة معنى السببية.
{كَمَنْ مَتَّعْناهُ مَتاعَ الْحَياةِ الدُّنْيا} الذي يزول عن قريب، ويختلط بالآلام والمتاعب.
{مِنَ الْمُحْضَرِينَ} للحساب والعذاب بالنار، وقوله:{ثُمَّ} للتراخي في الزمان أو الرتبة. والمراد بقوله:{أَفَمَنْ وَعَدْناهُ} المؤمن، وبقوله:{كَمَنْ مَتَّعْناهُ} الكافر، أي لا تساوي بينهما، وهذه الآية كالنتيجة التي قبلها، ولذلك رتب عليها بالفاء.
سبب النزول:
نزول الآية (٥٦):
{إِنَّكَ لا تَهْدِي}:
أخرج مسلم وعبد بن حميد والترمذي والبيهقي في الدلائل عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم لعمه: قل: لا إله إلا الله، أشهد لك يوم القيامة، قال: لولا أن تعيرني نساء قريش، يقلن: إنه حمله على ذلك الجزع، لأقررت بها عينك، فأنزل الله:{إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ، وَلكِنَّ اللهَ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ}.
وأخرج النسائي وابن عساكر في تاريخ دمشق بسند جيد عن أبي سعيد بن رافع قال: سألت ابن عمر عن هذه الآية: {إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ} في أبي جهل وأبي طالب؟ قال: نعم.
نزول الآية (٥٧):
{وَقالُوا: إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدى مَعَكَ}: أخرج ابن جرير عن ابن عباس: أن أناسا من قريش قالوا للنبي صلّى الله عليه وسلم: إن نتبعك تخطفنا الناس، فنزلت.