ريحا شديدة البرد في ليلة شاتية، فأكفأت قدورهم، وطرحت آنيتهم.
فرجع أبو سفيان مع قريش إلى بلادهم، وتبعته غطفان، وأرسل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حذيفة بن اليمان حتى يأتي بخبرهم، ومكث النبي صلّى الله عليه وسلّم قائما يصلي، ودعا لحذيفة بالسلامة والحفظ حتى يعود، كما دعا رافعا يديه ويقول:
«يا صريخ المكروبين، ويا مجيب المضطرين، اكشف همّي وغمي وكربي، فقد ترى حالي وحال أصحابي» فنزل جبريل وقال: إن الله قد سمع دعوتك، وكفاك هول عدوك، فخرّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم على ركبتيه، وبسط يديه، وأرخى عينيه، وهو يقول: شكرا شكرا كما رحمتني ورحمت أصحابي.