{الرّاكِعُونَ السّاجِدُونَ} أي المصلون، فيه مجاز مرسل، من إطلاق الجزء وإرادة الكل.
{وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ} الإظهار في موضع الإضمار أي بشرهم للتكريم والاعتناء بهم، وللتنبيه على أن إيمانهم دعاهم إلى ذلك، وأن المؤمن الكامل: من اتصف بتلك الصفات.
المفردات اللغوية:
{اِشْتَرى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ..}. بأن يبذلوها في طاعته كالجهاد، وهذا تمثيل مثل قوله تعالى:
{يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ.}. جملة استئناف بيان للشراء. {وَمَنْ أَوْفى بِعَهْدِهِ مِنَ اللهِ} أي لا أحد أوفى منه. {وَذلِكَ} المبيع. {هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} المحقق غاية المطلوب.
{الْعابِدُونَ} المخلصون العبادة لله. {الْحامِدُونَ} له على كل حال. {السّائِحُونَ} الصائمون. {الرّاكِعُونَ السّاجِدُونَ} المصلون. {وَالْحافِظُونَ لِحُدُودِ اللهِ} لأحكامه بالعمل بها.
{وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ} بالجنة.
سبب النزول:
نزلت هذه الآية لما بايع الأنصار-وكانوا سبعين رجلا-رسول الله صلى الله عليه وسلّم في البيعة الثالثة، وهي بيعة العقبة الكبرى، وكان أصغرهم سنّا عقبة بن عمرو.
أخرج ابن جرير عن عبد الله بن رواحة قال لرسول الله صلى الله عليه وسلّم: اشترط لربك ولنفسك ما شئت، قال:«أشترط لربي أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا، وأشترط لنفسي أن تمنعوني مما تمنعون منه أنفسكم وأموالكم» قالوا: فإذا فعلنا ذلك فما لنا؟ قال:«الجنة» قالوا: ريح البيع، لا نقيل ولا نستقيل، فنزلت:
بعد أن أوضح الله تعالى فضائح المنافقين وقبائحهم بسبب تخلفهم عن غزوة تبوك، وأبان أصناف المقّصرين من المؤمنين، ذكر حال المؤمنين الصادقين في إيمانهم، وأولها الجهاد في سبيل الله.