للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأبدعهن على غير مثال سبق. {وَأَنَا عَلى ذلِكُمْ} الذي قلته. {مِنَ الشّاهِدِينَ} به المتحققين صحته، والمبرهنين عليه، فإن الشاهد: من تحقق الشيء وحققه.

{لَأَكِيدَنَّ أَصْنامَكُمْ} لأجتهدن في كسرها. والكيد في الأصل: الاحتيال في الإضرار، والمراد هنا: المبالغة في إلحاق الأذى بها. {فَجَعَلَهُمْ} بعد ذهابهم إلى مجتمعهم في يوم عيد لهم.

{جُذاذاً} قطعا أو فتاتا، من الجذ، أي القطع. {إِلاّ كَبِيراً لَهُمْ} للأصنام، كسر غيره، واستبقاه، وجعل الفأس على عنقه. {لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ} أي إلى الكبير. {يَرْجِعُونَ} فيروا ما فعل بغيره.

المناسبة:

هذه هي القصة الثانية من قصص الأنبياء في هذه السورة تسلية للرسول صلّى الله عليه وسلم، ليتأسى بهم في الصبر والجهاد في سبيل الله والدعوة إلى الدين الحق ومعاداة المشركين.

التفسير والبيان:

{وَلَقَدْ آتَيْنا إِبْراهِيمَ رُشْدَهُ.}. أي والله لقد آتينا إبراهيم رشده، أي هديناه إلى ما فيه الخير والصلاح، من قبل موسى وهارون أو من قبل النبوة، ووفقناه إلى توحيد الله، ومعاداة عبادة الأصنام؛ لأنها لا تنفع ولا تضر، ولا تسمع ولا تبصر، وما هي إلا حجر أو معدن أو خشب صنعها أبوه أمامه بالقدوم، وكنا عالمين بأنه أهل للنبوة، وجامع لمحاسن الأخلاق. والرشد: إما النبوة وإما الأهلية للخير والصلاح في الدين والدنيا.

قال القرطبي: وعلى الأول أكثر أهل التفسير.

{إِذْ قالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ: ما هذِهِ التَّماثِيلُ.. ؟} {إِذْ}: إما أن يتعلق بآياتنا أو برشده، أو بمحذوف، أي اذكر من أوقات رشده هذا الوقت. أي آتيناه الرشد حين أنكر على قومه عبادة الأصنام من دون الله عز وجل، فقال:

ما هذه التماثيل أي الأصنام التي أنتم مقيمون على عبادتها وتعظيمها؟

<<  <  ج: ص:  >  >>