{إِذْ قالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ}{إِذْ}: ظرف في موضع نصب يتعلق بآتينا وتقديره:
آتينا إبراهيم رشده في وقت قال لأبيه.
{عَلى ذلِكُمْ} متعلق بمحذوف مقدر، يدل عليه {مِنَ الشّاهِدِينَ} ويفسره. ولا يجوز تعلقه به؛ لأنه لا يجوز تقديم الصلة ومعمولها على الموصول.
المفردات اللغوية:
{رُشْدَهُ} الرشد: الاهتداء لوجوه الخير والصلاح في الدين والدنيا، قال الله تعالى:{فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْداً فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوالَهُمْ}[النساء ٦/ ٤] وقرئ أيضا {رُشْدَهُ}.
ومعنى إضافة الرشد لإبراهيم: أنه رشد مثله، وأنه رشد له شأن. {مِنْ قَبْلُ} أي من قبل موسى وهارون عليهما السلام. {وَكُنّا بِهِ عالِمِينَ} أي علمنا منه أنه أهل لما آتيناه، أو جامع لمحاسن الأوصاف ومكارم الخصال. وفيه إشارة إلى أن فعله تعالى باختيار وحكمة، وأنه عالم بالجزئيات.
{التَّماثِيلُ} الأصنام، جمع تمثال: وهو الصنم، والتمثال: اسم للشيء المصنوع المضاهي خلق الله تعالى، كإنسان أو حيوان أو شجر، سمى الأصنام بالتماثيل تحقيرا لشأنها وتصغيرا لها، مع علم إبراهيم بتعظيمهم وإجلالهم لها. وفرق بعضهم بين الصنم والوثن بأن الصنم: المصنوع من المعدن القابل للتمدد بالنار، والوثن: المصنوع من الخشب أو غيره.
{أَجِئْتَنا بِالْحَقِّ} أي بالشيء الثابت في الواقع. {اللاّعِبِينَ} الهازلين. {بَلْ رَبُّكُمْ رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ} أي ربكم المستحق للعبادة هو مالك السموات والأرض. {فَطَرَهُنَّ} خلقهن