{يَوْمَ تَمُورُ السَّماءُ مَوْراً} العامل في الظرف هو {لَواقِعٌ} أي يقع في ذلك اليوم، ولا يجوز أن يعمل فيه. {دافِعٍ} لأن المنفي لا يعمل فيما قبل النافي.
{فَوَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ} ويل: مبتدأ مرفوع، وخبره {لِلْمُكَذِّبِينَ}. وجاز الابتداء بكلمة {فَوَيْلٌ} النكرة، لأن في الكلام معنى الدعاء، كقولهم: سلام عليكم. والفاء في {فَوَيْلٌ} جواب الجملة المتقدمة، لأن الكلام متضمن معنى الشرط، أي إذا كان الأمر كذلك فويل.. {يَوْمَ يُدَعُّونَ.}. {يَوْمَ} بدل من قوله: {يَوْمَئِذٍ}.
{أَفَسِحْرٌ هذا أَمْ أَنْتُمْ لا تُبْصِرُونَ}{هذا} في موضع رفع مبتدأ، وسحر: خبر مقدم وتقديم الخبر لأنه مقصود بالإنكار والتوبيخ. وأم هنا: منقطعة لا متصلة، لمجيء جملة اسمية تامة بعدها، فلو لم يكن بعدها جملة تامة لكانت متصلة. والمتصلة بمعنى (أي) والمنقطعة بمعنى (بل والهمزة) وتقديره: أفسحر هذا، بل أنتم لا تبصرون. و {سَواءٌ عَلَيْكُمْ} مبتدأ، خبره محذوف، أي سواء عليكم الجزع والصبر.
البلاغة:
{يَوْمَ تَمُورُ السَّماءُ مَوْراً} جناس اشتقاق، وكذا قوله:{وَتَسِيرُ الْجِبالُ سَيْراً}. {أَفَسِحْرٌ هذا؟} الاستفهام للتوبيخ والتقريع. {اِصْلَوْها، فَاصْبِرُوا أَوْ لا تَصْبِرُوا}{اِصْلَوْها} للإهانة والتوبيخ. وبين قوله:{فَاصْبِرُوا} وقوله: {أَوْ لا تَصْبِرُوا} طباق السلب. {وَالطُّورِ، وَكِتابٍ مَسْطُورٍ.}. الآيات فيها سجع لطيف، وكذا في قوله {إِنَّ عَذابَ رَبِّكَ لَواقِعٌ، ما لَهُ مِنْ دافِعٍ}.
المفردات اللغوية:
{وَالطُّورِ} هو الجبل المشجر الذي كلم الله عليه موسى، وأرسل منه عيسى، وغير المشجر لا يقال له: طور، وإنما يسمى جبلا. وموقع الطور في صحراء سيناء ببلاد مدين، وهو طور سينين. والطور بالسريانية: الجبل. {وَكِتابٍ مَسْطُورٍ} أي مكتوب، تم فيه ترتيب الحروف المكتوبة على وجه منتظم، والسطر: ترتيب الحروف المكتوبة، والمراد به: ما كتبه الله في اللوح المحفوظ من الكتب السماوية، كالتوراة وألواح موسى والزبور والإنجيل والقرآن.
{رَقٍّ مَنْشُورٍ} الرّق: جلد رقيق يكتب فيه، وقد أستعير هنا لما كتب فيه الكتاب،