وكما لا تنفع الشفاعة والوساطة، لا ينفع بذل الفداء:{وَإِنْ تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ لا يُؤْخَذْ مِنْها} أي وإن بذلت كل فداء أو مبذول، ما قبل منها، كقوله تعالى:{وَاتَّقُوا يَوْماً لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً، وَلا يُقْبَلُ مِنْها عَدْلٌ، وَلا تَنْفَعُها شَفاعَةٌ، وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ}[البقرة ٢/ ١٢٣].
وهذا إبطال لمبدأ من مبادئ الوثنية: وهو رجاء النجاة في الآخرة كما في الدنيا بتقديم الفدية الى لله تعالى، أو بشفاعة الشفعاء ووساطة الوسطاء عند الله تعالى.
وهذا الإبسال والإهلاك والعذاب في النار كان بسوء صنعهم، قال تعالى:{أُولئِكَ الَّذِينَ أُبْسِلُوا بِما كَسَبُوا.}. أي أولئك المتخذون دينهم لعبا ولهوا هم الذين جوزوا وعذبوا بسبب عملهم في الدنيا، وجزاؤهم شراب من حميم، أي ماء شديد الحرارة يحرق البطون ويقطع الأمعاء، كقوله تعالى:{وَسُقُوا ماءً حَمِيماً فَقَطَّعَ أَمْعاءَهُمْ}[محمد ١٥/ ٤٧].
فقه الحياة أو الأحكام:
أرشدت الآيات الكريمة إلى ما يلي:
١ - وجوب الإعراض عن مجالس المستهزئين بالقرآن أو بالنبيّ أو بأحكام الإسلام، ومجالس المتأولين آيات القرآن بغير حق، وتحريفها عن مواضعها. قال ابن خويز منداد: من خاض في آيات الله، تركت مجالسته وهجر، مؤمنا كان أو كافرا.
٢ - إذا علم الرجل من الآخر منكرا، وعلم أنه لا يقبل منه وعظا